الجراد .. أرحم من .. فساد .. العباد
ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
تخشون ، او تخافون ، او تقلقون ، او تحسبون حساباً للجراد !!!؟؟؟ أستغرب ، وأتعجب لدرجة الإنشداه . الجراد مُسيّر بإرادة ربانية ، لأداء رسالة ما ، فيها نفع للتوازن البيئي ، ربما لا ندرك كنهها الآن .
الجراد ، يتطوّف ، ويهجم ، بأعداد كبيرة ، لبضعة أيام في السنة ، وغايته الظاهرة لنا تتمثل في البحث عن الغذاء ، وسد الرمق . وعندما يغادر الجراد ، لا يأخذ معه شيئاً بالمطلق ، ولا يُخزِّن هنا او هناك ، يأخذ حاجته للبقاء حياً فقط . ونقاومه بشراسة وعنف شديدين وبأساليب متطورة وباستخدام مواد سامة فتاكة شديدة السُمية . فتستنفر كل الدول التي يتوقع ان يمر بها ، تستنفر كل طاقاتها ، وتتعاون الدول فيما بينها للقضاء على هذه الحشرة الرقيقة الضعيفة قصيرة العمر المرتحلة دوماً وغير المستقرة . كل هذا مع ان الجراد لا يفتك بنا ، بل نحن الذين نفتك به .
ما يفسده الجراد ، لا يقارن بما يفسده الأشخاص الفاسدين ، لان الإنسان الفاسد ، لا يَشبع ، ولا يَقنع ، ولا يُبقي ولا يَذر ، يَجمع ، ويَلُم ، ويَهبش كل ما تطوله يده او صلاحياته ويفتح حسابات في البنوك الأجنبية ، ويجمع الذهب بالأطنان ، ويُخزِّن كل العملات الأجنبية ، ويسكن أفخم القصور ، ويركب السيارات الفارهة ، ويلبس أغلى الألبسة والساعات والمجوهرات ، ويقتني أفخم اليخوت ، ومع ذلك لا يشبع ، ولا يَقنع ، ولا يتوقف عن الهبش ، ولا يقتنع بأسلوب حياة الجراد ، مع ان الذي له لا يتعدى ما يملأ به بطنه ويستر به جسده ، ويرفه به عن نفسه ، وما يزيد عن ذلك ، يبقى مجرد ارقام في البنوك ، وعندما تغادر روحه النتنه القذرة الجسد العفن يترك كل شيء ويغادر غير مأسوف عليه ، و (يتبغدد) الورثة بما جمع وسرق ، ويختلفون ، ويتخاصمون ، ويتصارعون ، ويتنازعون على الميراث الحرام ، ويَحمل السارق الذي ( فطس ) وزر وعذاب ما سرق ونهب ، والورثة لا يطالهم أي ذنب .
الجراد ، أرحم من العباد ، الفاسدين ، السارقين ، الناهبين ، الجشعين . على رسلكم ، لا تخافوا الجراد ، لان مجرد تغيُّر إتجاه الريح يكفيك ضرره ، مثلما حصل العام الفائت ، أتذكر انه لم يصلنا بسبب تغير إتجاه الريح . لكن عليكم بالفاسدين الشرهين ، المقيمين بين ظهرانيكم من بني جلدتكم . الذين يحترفون الانحراف ، والانجراف الى أرذل وأسوأ الطباع .
الجراد قد يُحدث ضرراً ، لكن الفاسد يُحدث دماراً .
اللهم إكفنا شر الجراد البشري ، وجنبنا الجراد الحشري .