ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
هذه الجائحة ، غير المسبوقة ، منذ بدء الخليقة ، غيّرت أشياء ، وقَناعات ، ومُعتقدات ، ومُسلمات ، وبديهيات كثيرة . كُنَّا ننظر للدول وقوتها وجبروتها وبطشها ونرتعب . كُنَّا ننظر لأسلحة القتل والدمار الفتاكة وتنعقد ألسِنتنا خوفاً . كُنَّا عندما نُشاهد الصواريخ العابرة للقارات ، وهي مُنطلقة نحو أهدافها تتجمد أطرافنا . كُنَّا عندما نسمع أزيز الطائرات وهي تمخر عنان السماء بكل قوة وسرعة وتحدٍ ننخرس ونفقد السمع ليس من أزيزها فقط بل من الرعب مما تطويه تحت أجنحتها وهي تغير على أهدافها .
حتى على مستوى الأفراد من البشر كان بعضهم يثير الرعب عند رؤيته ، مثل الصغير بوش عندما وقف أمام الكاميرات مُنتشياً مُغتراً بأساطيله وهو يعلن شن الحرب على العراق ، كنا نتسمر في أماكننا وتنعقد ألسنتنا ، من نتائج هذا البطش وهذا الجبروت لهذه القوات .. وغيره الكثيرين . حتى على مستوى الافراد الذين لا يملكون سلطات ولا قوات ، بعضهم يُخيفنا ، مثلاً عندما نرى عضلات المصارع العملاق Hulk Hogan ، وللعلم كلمة Hulk معناها الضخم او العملاق ، او عندما نرى جون سينا ، او بروك ليسنر وغيرهم من المصارعين العمالقة ، كنا نفتتن بعضلاتهم وقوتهم ونرتعب في آنٍ معاً . هذا الفايروس أرعب من أرعبوا الإنسانية وتجبروا وتغطرسوا وظلموا وسرقوا ونهبوا وقتلوا ، أرعبهم ، وأحال وجوههم الى الصُفرة ، فارتعبوا ، بدل ان يُرعِبوا .
اذا كان مثل هذا الرعب يكتنفنا وهو من صنع الإنسان المخلوق ، فكيف يكون حالنا عندما يغشانا ويجتاحنا غضب من خَلَقَ الإنسان !؟ هذا الفايروس الصغير الحقير ، ما زال الجدل حوله دائراً ، وعالمنا حائراً ، هل هو من صُنع الله !؟ ام هو مُصنّع من قبل الإنسان ، الذي خلقه الله !؟ وهنا نتساءل : اذا كان هذا بطش الفايروس وهو من صُنع الإنسان ، فكيف يكون بطش الخالق العظيم !؟
أود ان اسرد لكم بعض المعلومات الغريبة عن هذا الفايروس ، الحقير الصغير ، لا بل المتناهي الصغر : وزن فايروس كورونا الواحد = ( 0.85 ) أوتوغرام ، وهذا يعني واحد مليون من واحد تريليون غرام ، وحتى يصاب الإنسان بمرض فايروس كورونا يحتاج الى ( 70,000,000,000 ) سبعين مليار فايروس ، وزن السبعين مليار فايروس = (0.0000005 ) غرام . وحتى هذا اليوم ، بلغ عدد المصابين في فايروس كورونا ( 3,000,000 ) ثلاثة ملايين مصاب ، وعليه اتعلمون كم وزن كل هذا الفايروسات التي اصابت الثلاثة ملايين إنسان !؟ وزنها جميعها = ( 1.5 ) غرام ، نعم غرام واحد ونصف الغرام !!؟؟ شيء لا يُصدّق . إستناداً لما سبق ، هل تعلمون ان (3,500 ) غرام فقط هي ما يلزم لإصابة البشرية جمعاء بهذا الفايروس ، اي إصابة (7,000,000,000) سبعة مليارات إنسان .
وهنا أجد ان الإنشداه يجبرني ان أُكرر ، إذا كان الفايروس بهذا الصغر ، قد شكل هذا الخطر ، وهو من صُنع البشر ، حسبما يُعتقد !؟ ماذا عسانا فاعلون لو اصابنا شيئاً من خلق الله وجبروته وعظمته !؟ وفيما لو كان الفايروس من صنع البشر ، هل يمكننا القول بان الله سخره لتأديب البشرية !؟
الأمل بالانفراج ، وانتهاء هذه الجائحة يبدو انه قريب ، ان شاء الله ، حيث اكد العديد من العلماء ، على انهم يتوقعون انحسار انتشار الفايروس مع نهاية شهر مايو / أيار 2020/5 ، مستندين الى حقيقة علمية بان فايروسات الشتاء تموت في هذا الوقت . كما اكد علماء ألمان بان الفايروس بدأ يضعف ، وان قدرته على العدوى انخفضت بشكل ملحوظ ، حيث كان الشخص المصاب بالفايروس لديه القدرة على نقل العدوى الى ( 2.5 ) شخصين ونصف ، بينما انخفضت قدرة العدوى الان الى أقل من ( 1 ) شخص واحد . نسأل الله السلامة للإنسانية جمعاء من هذا الوباء .
عن اي عالم ، وعن أية قوة ، وعن اي جبروت انساني تتحدثون !؟ اذا غرام ونصف من فايروس كورونا عطل كل الكون ، وألزمنا جحورنا ، وفرائصنا ترتعد ، والرعب يكتنفنا ، والموت يتربص بنا ، وأمام اعيننا وعنوة عن كل قدراتنا اصاب منا الملايين وقتل مئات الألوف ، ويبدو ان الإنسانية حتى هذه اللحظة عاجزة عن مواجهته ومكافحته ، ونلوذ بالاختباء منه ، وعلى ما يبدو انه سيقرر وقف الهجوم على الإنسانية وسيقرر الانسحاب من طرف واحد ، لانه وجد ان الإنسانية أجبن من ان تواجهه ، وأنها ليست بمستوى ان تكون خصماً له ، فسيترفع ويقرر الانسحاب .. ياااارب تهديه ويخلصنا من بلاويه .