العرموطي يوجه سؤالا نيابيا حول عمل وترويج بعض المصانع لبيع الخمور..وثيقة أمين عام الميثاق الوطني المومني: التظاهرات  والتعبير عن الرأي مسموح فيه، وهو متسق تماما مع الموقف الرسمي ومتسق مع مصالح الأردن. جلالة الملك يزور البادية الوسطى ترافقه جلالة الملكة وولي العهد عاجل...الميثاق الوطني يقرر رسميا المشاركة في الإنتخابات النيابية القادمة الدكتور بشار عوض الطراونة،، مبارك الترقية نفاع يدعو المراة الى استثمار فرصة المشاركة والتغيير مركزي الميثاق الوطني يعقد اجتماعه السنوي الاول ويصادق على التقرير السنوي للحزب..صور الاردنيون في جامعة طنطا يشاركون بفعاليات يوم الشعوب  الميثاق الوطني يرحب بقرار مجلس الأمن المتعلق بإيقاف الحرب على غزة اتحاد الإعلام الرياضي يواصل تحضيراته للحفل السنوي كتلة الإصلاح تنسحب من جلسة العفو العام رئيس مجلس النواب الصفدي: الأردن لا يرتهن لقرارات أحد وسيبقى في طليعة المدافعين عن فلسطين القيادي في الحزب المدني الديمقراطي قيس زيادين يعلق على قانون العفو العام: كلام غير شعبوي.. ما هو الاردن الذي نريد؟  الأردن يدعو لفرض عقوبات على إسرائيل ووقف تزويدها بالسلاح الأردن يسير ٧٣ شاحنة مساعدات غذائية جديدة  لأهلنا بغزة

القسم : أخبار محلية اردنية عامة
الملاحمه يكتب...حتى تتعافى .. السياحة
الملاحمه يكتب...حتى تتعافى .. السياحة
نشر بتاريخ : Fri, 05 Jun 2020 11:35:24 GMT
حتى تتعافى .. السياحة 

ناطق نيوز -بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 

صناعة السياحة مرتبطة في حضارية الدول ، حضارتها  القديمة الموروثة ، والحضارة المعاصرة المُعاشة . ونجاحها يتطلب تدخل الدول لتهيئة البنى التحتية اللازمة . وللعلم هي موروث ورأسمال وطني متجدد لا ينضب ، ولا يتطلب الامر سوى بنية تحتية جيدة ،  وخدمات حضارية راقية ، لتشكل عناصر جذب سياحي ، وتعامل راقي من ناحية الاجراءات الرسمية السهلة المرحبة البسيطة ، وعلى المستوى الشعبي ، ان يتصف الشعب بالترحاب وقبول الاخر . 

في وطني الحبيب ، نفتقد الكثير من المقومات التي تنهض بالسياحة ، وتعيق ازدهارها . وللايضاح ، نبدأ من إختيار وزراء السياحة ، حيث فشلت الدولة الاردنية في اختيار وزراء السياحة فشلاً ذريعاً ، وللتأكد من عقلانية وصحة وتخصص وجهة نظري ، ارجو من القاريء  الكريم  ان يتطوف في ذاكرته ويستعرض اسماء وزراء السياحة منذ ستينيات القرن الماضي ، ستجد انهم جميعاً باستثناء وزير وحيد اوحد ، وهو  السيد عقل بلتاجي ، ستجد انهم اما شيوخ او ابناء شيوخ ، او يتصرفون كما الشيوخ ، متعالون ، يحتاجون من يخدمهم ، مترفعون عن الخوض في تفاصيل متطلبات انجاح السياحة . ، وما ينطبق على الوزراء ، ينطبق تماماً على الامناء العامون للوزارة . هذا مع احترامي الشخصي للجميع ولا أقصدمن هذا انتقاداً لاشخاصهم بل مقارنة الصفات الشخصية مع المتطلبات الوظيفية . 

ثم نأتي الى معيقات النهوض السياحي ، التي يصعب حصرها في مقال ، حيث ساكتفي مُجبراً باستعراض مكامن التخلف السياحي . لكن بداية ، هل تتصورون معي ان يكون هناك نشاطاً سياحياً مناسباً ، مثل الدول الاخرى التي تستقبل سواحاً اكثر من عدد سكانها ، فمثلاً اسبانيا تساوى عد السياح بعدد السكان عام ١٩٨٥ ، والان عدد  السائحين الذين يزورون اسبانيا (٨٢ ) مليون سائح سنوياً ، بينما عدد السكان ( ٤٧ ) مليون نسمة ، والدخل السياحي السنوي ( ٥٤ ) مليار دولار  .  ومثال آخر تركيا عدد السياح ( ٤٣ ) مليون سائح سنوياً ،  وايرادات السياحة ( ٣٥ ) مليار دولار . بينما دخل الاردن السياحي بحدود ( ٤,٥) مليار دولار سنوياً . نبدأ من البتراء التي هي احدى عجائب الدنيا السبع : احدى الطريق المؤدية اليها ، طريق قروي ، مسرب واحد ذهاباً واياباً ، غير مضاء ، الحفر فيه تكسر شاحنه فكيف بسيارات الصالون ، دون يافطات ارشادية كافية ، المرافق الصحية مُخزية وغير صحية ، وغير كافية ، وغير موزعة في اماكن متباعدة حسب متطلبات واحتياجات السائحين ،و ما زال الوصول الى المدينة الوردية بالاعتماد على الدواب ، باسلوب متخلف بكل المقاييس . ومع كل هذا التردي تعتبر هي أحسن حالاً من المواقع السياحية الاخرى في الوطن ، مثل جرش ، وعجلون ، واربد ، والكرك ، والسلط ، والمفرق ، ومادبا ، والعقبة ، والزرقاء ، ومعان ، والطفيلة . 

الاردن معرض تراثي نادر وغريب على مستوى العالم ، معرض ، لا  ليس معرضاً  بل كنزاً سياحياً  يضم ( ١٠٠,٠٠٠ ) موقع أثري ، منتشرة في كل مناطق المملكة ، وما يميزها ايضاً تنوع الحضارات التي مرت على الاردن ، والذي يمثل كل  الحضارات الانسانية التي مرت على المنطقة  . بينما اسبانيا المنتعشة سياحياً تُعتبر الاثار الاسلامية هي الوجهة الاكثر جذباً للسائحين . كم نبي من انبياء الله أضرحتهم موجوده في الاردن !؟ وكم صحابي استشهد او توفي في الاردن !؟ هل تم الترويج الصحيح الذي يتناسب مع مكان عُماد سيدنا المسيح عليه السلام !؟ البحر الميت لوحده ثروة وطنية هائله : فهو اخفض منطقة في العالم عن مستوى سطح البحر ، ونوعية مياهه المشبعة بمئات المعادن التي يمكن استخدامها علاجيا للكثير من الامراض . 

في الظرف الحالي ، يمكن للحكومة جذب السائحين من عدة دول وضعها يتشابه مع وضع الاردن في السيطرة على انتشار الفايروس ، وهي كثيرة ومعروفة ، مثل : كوريا الجنوبية ، ايطاليا ، اليونان ، اسكتلندا ، اليابان ، الصين ، تايلاند ، نيوزيلندا .. الخ . لكن ارتفاع التكاليف سيقف حجر عثرة في طريقها ، فمثلاً مناداة جهات دولية وضغطها على خطوط الطيران بفرض عدة اجراءات مكلفة خاصة شرط التباعد بين الركاب داخل الطائرة ، هذا شرط ساذج ولا يمكن تنفيذة ، لان التباعد المطلوب سيضاعف كلفة التذكرة الى ثلاثة اضعاف كحد ادنى ، وللتوضيح : لو افترضنا وجود ثلاثة صفوف من المقاعد داخل الطائرة ، كل صف يتكون من ثلاثة مقاعد ، سوف يُخفض العدد الى راكب في كل صف ، مما يعني ان الصف الكلي بدل ان يتم اشغاله ب ( ٩ ) ركاب ، سيتم تخفيضه الى (٣)  ركاب ، فلو كانت كلفة التذكرة (٥٠٠ ) دينار مثلاً ، ستصبح (١,٥٠٠ ) دينار . وعليه للنجاح في استقطاب سياح في هذا الظرف ، لا بد من عمل الاتي لتخفيض الكلف : بداية على الدولة ان تعلق كل الضرائب والرسوم على كل القطاعات السياحية حتى نهاية العام الحالي ، ثم على  الجهات التالية  ان تحدد اسعارها على الكلف التشغيلية فقط ( Cost only ) ، يضاف لها فقط ما يسمى ( un-predicted costs ) اي يضاف للكلف الحقيقية الفعلية نسبة محددة لا تزيد عن (٥٪؜ ) لتغطية الكلف غير المنظورة . وهذا يجب ان تعمل وفقه كل من : الخطوط الجوية الاردنية / الفنادق / الوكلاء السياحيين / مكاتب السفر والسياحة / جمعية الادلاء السياحيين / النقليات / المطاعم وهكذا . مع مراعاة الاتي : تعقيم الفنادق يومياً  صباحاً بعد مغادرة السياح ، تعقيم المطاعم والمرافق السياحية ووسائط النقل جميعها ليلاً بعد مغادرة السياح ، والالتزام باستخدام الكمامة والكفوف من قبل جميع السياح والمتعاملين معهم . 

ارى انه من الضروري الأخذ بما جاء اعلاه . وفيما لو تم  يعتبر انجازاً جيداً في ظل الظروف الحالية القاسية ، حيث تضمن هذه الاطراف عدم الخروج من النشاط ، وتغطي كل كلفها التشغيلية ، تمهيداً للوصول الى العام القادم بانتعاش . ما جاء اعلاه رأيي المتواضع ، الذي يستند الى خبرة ميدانية في السياحة ، حيث كان من ضمن الست شركات التي كنت مديرها العام في ابوظبي شركتي سفر وسياحة ، وكنّا اول من شَغّلَ رحلات طيران مستأجرة ( Charter Flights ) في منطقة الخليج عام ١٩٨٢ . وسبق لي ان تناولت موضوع السياحة في عدة مقالات احدها بعنوان ( السياحة .. فن .. وصناعة ) بتاريخ ٢٠١٩/٧/٢٢ . 

الناس تواقه ، ومتشوقة للسفر والترحال ، بعد ما اصابها من خوف ، ورعب ، وضيق صدر من الاحتجاز بسبب منع التجوال ، وسوف يندفع الناس للسفر فور وجود وجهة سياحية ، ولن يركزوا كثيراً في الانتقاء وتفضيل وجهة عن اخرى ، والصين لوحدها ستغمر اسواقاً عديدة بمئات ملايين السائحين . رأي متواضع ، يستند الى خبرات ميدانية في اسواق مبادرة ونشطة ، وددت ان اضعها امام اصحاب الاختصاص حرصاً على هذا القطاع الحيوي في وطني الحبيب .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر