توجه لإستبدال المنتجات الاسرائيلية بالمنتجات الأردنية في أسواق جنوب أفريقيا الدكتور عبدالحكيم القرالة يكتب...أفعال،،بالمواقف والأرقام وزيرة النقل تلتقي وفد البنك الدولي لبحث نتائج الدعم الفني. الشؤون الفلسطينية تقدم عشرة الآلف دينار للهيئة الخيرية الهاشمية تبرعا لغزة العرموطي يوجه سؤالا نيابيا حول عمل وترويج بعض المصانع لبيع الخمور..وثيقة أمين عام الميثاق الوطني المومني: التظاهرات  والتعبير عن الرأي مسموح فيه، وهو متسق تماما مع الموقف الرسمي ومتسق مع مصالح الأردن. جلالة الملك يزور البادية الوسطى ترافقه جلالة الملكة وولي العهد عاجل...الميثاق الوطني يقرر رسميا المشاركة في الإنتخابات النيابية القادمة الدكتور بشار عوض الطراونة،، مبارك الترقية نفاع يدعو المراة الى استثمار فرصة المشاركة والتغيير مركزي الميثاق الوطني يعقد اجتماعه السنوي الاول ويصادق على التقرير السنوي للحزب..صور الاردنيون في جامعة طنطا يشاركون بفعاليات يوم الشعوب  الميثاق الوطني يرحب بقرار مجلس الأمن المتعلق بإيقاف الحرب على غزة اتحاد الإعلام الرياضي يواصل تحضيراته للحفل السنوي كتلة الإصلاح تنسحب من جلسة العفو العام

القسم : حوارات وتحليلات
طَعنَةُ الظَهرْ .. وسُلطَةُ القَهرْ
طَعنَةُ الظَهرْ .. وسُلطَةُ القَهرْ
نشر بتاريخ : Fri, 04 Sep 2020 12:12:58 GMT
طَعنَةُ الظَهرْ .. وسُلطَةُ القَهرْ 

ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 

القضية الفلسطينية ، قضيتنا المركزية الأولى ، لم تَعُدْ كذلك ، حُيِّدَتْ ، وأُقْصِيتْ ، وإنحرف مسار الإهتمام بها ، وطَغت أولويات أخرى عليها ، وهَمَّشتها ، ولم تَعُد هَمّنا الأول ، ولا إهتمامنا الوحيد  على المستوى العربي الرسمي بكافته ، مع بعض الفروقات ، التي لا تُحدِث فَرقاً ، ولا نَصراً للقضية . أمّا على المستوى الشعبي والجماهيري العربي فالوضع مختلف تماماً ، حيث ما زال هناك اهتماماً وانتماءاً  للقضية ، لكن مع كل الأسف ليس أكثر من غُثاء سيل ، لا يؤثر ، ولا يُقدم ، ولا يؤخر ، لانه صوت مسلوب الإرداة ، مَقموع ، مُهمَّش ، لا يقوَ على تقديم شيء يفيد القضية فائدة فعلية . أعرف أن كلامي هذا سَيُغْضِبُ الكثيرين ، لان الحقيقة مُؤلِمة ، ومُوجِعة ،  وصَادِمة ، ومُحبِطة . 

وقد يقول قائل لماذا حَصَلَ هذا !؟ وما الذي أدى إليه !؟  أقول : حقيقة صَادمة ، ومُربكة ، ومُؤلمة جداً : ان ما سُمي بالنضال الفلسطيني ، والمُنظمات الفلسطينية ،  منذ نشأتها الاولى عام ١٩٦٤ بقيادة / احمد الشقيري ، هي كِذبة كُبرى ، وخديعة عُظمى ، وانها ليست اكثر من وسيلة ، وآلية لضياع  القضية وإنهائها ، وخُطط لان يتم ذلك بأيادٍ فلسطينية ، ومن وصلوا لمستوى القيادات في المنظمات الفلسطينية السابقين واللاحقين ، يعلمون ذلك ، والشُرفاء من القياديين عندما تأكدوا من ذلك واحتجوا ، وتمردوا ، ورفضوا ، وحاولوا ان يكشفوا الحقائق ويشهِّروا ، تمت تصفيتهم جسدياً بأيادٍ فلسطينية . 

وحتى لا يكون كلامي مُرسلاً ، وإنشائياً ، او تهجمياً ، كما قد يعتقد البعض ،  سوف أقدِّم لذوي العقول النيّرة ، التي تنتهج العقلانية ، بعض المحطات المفصلية والهامة جداً والتي عَمِلت على الإطاحة بالقضية الفلسطينية على مراحل ، ووفق محطات مَرسومة ومُمنهجة : تم تأسيس منظمة التحرير عام ١٩٦٤ ، اي قبل هزيمة عام ١٩٦٧ ، فلماذا أُسسِت !؟ أليس لتحرير فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨ !؟ ويفترض ان يضاف الى اهدافها تحرير ما تم احتلاله  عام ١٩٦٧ ، لكن بدأت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة المرحوم / ياسر عرفات ، مفاوضات سريّة للقبول باستعادة ما سُلب في هزيمة حزيران ١٩٦٧ ، وتمهيداً لذلك عملت منظمة التحرير الفلسطينية مع كل الدول العربية باستثناء الاردن والعراق ، في مؤتمر الرباط الذي عُقد عام ١٩٧٤ على اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد ، لاحظوا معي : الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين ، حيث طالبت الاردن بتأجيل القرار لما بعد استعادة الضفة . وتبين لاحقاً ان الهدف من ذلك حتى تُطْلَق يدها في التفاوض للتنازل ونسيان فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨ ، وللتخلص من العباءة الأردنية . ومع ذلك فانني كأردني مازالت مُقتنعاً بضرورة تَحمُّل الأردن مسؤولية ضياع الضفة الغربية ، وأحصر مسؤولية إستعادتها بالأردن . 

في عام ١٩٧٨ ، وفي أبوظبي ، حضرت محاضرة للمرحوم / ماجد ابو شرار ، الذي كان المسؤول الإعلامي الأول في منظمة التحرير الفلسطينية ، وخلال المحاضرة لمّحَ الى فتح قنوات تَقَارُبْ وتَفَاوضْ مع يساريين  إسرائيليين ، عندها تصديت له بقوة رافضاً هذا التلميح — وأحاط بي حرس السفارة الفلسطينية في ابوظبي مُهدِداً ، داخل قصر الخُبيرة ،  لولا تَنبُه صديقي المرحوم الاستاذ الدكتور الطبيب  / محمد الجمل —  أُحرج الرجل ، وطلب ان يلتقيني  بعد المحاضرة ، وعندما التقيته ، أكد لي بانه مُجبر على التلميح لتهيئة الرأي العام وقياس ردود الفعل ، وانه غير مقتنع بهذا التوجه لكنها أوامر عليا وليس امامه الا الإستجابة . وبعدها بفترة زمنية لا اتذكرها ، تم إغتياله في احدى الدول الاوروبية . مثال آخر : من الذي إغتال مهندس الإنتفاضة الاولى الشهيد/ خليل الوزير ( ابو جهاد ) !؟ ومن الذي إغتال الشهيد / صلاح خلف ( ابو إياد ) !؟ الذي نَعت من يود التخلي عن سلاح المقاومة ب ( الحِمار ) . كما اود ان أُذَكِّر بالقيادي الفلسطيني الذي عُزِل ، والذي نَشر عدة مقالات في احدى الصحف القطرية قبل حوالي ثلاثة عقود من الزمن ، ومحور مقالاته ينحصر باسماء القادة الفلسطينيين الذي تمت تصفيتهم باوامر مباشرة من ياسر عرفات ، حيث كان يذكر اسم القيادي ، واسباب اختلافه مع ياسر عرفات ، كما يذكر خطة تصفيته جسدياً . 

وهنا لابد من الحديث عن مُقايضة الإنتصار الذي حققته الانتفاضة الباسلة الاولى باتفاق أوسلو ، الذي نتج عنه السلطة الفلسطينية غير الوطنية  . حيث أجمع القادة الفلسطينيون على انهم تعبوا ، وملّوا  النضال بفنادق الخمسة نجوم (( هكذا يَنعتُهم الأحرار المناضلين الحقيقيين في الداخل الفلسطيني )) ، وانه جاء الوقت الذي لابد ويرتاحون فيه ، ويَجْنُون حصيلة نِضالهم . وأسفر هذا الكيان المسخ ( السُلطة ) عن التوفير على الاحتلال من ان يدفع كُلفة احتلاله ، وكَسِب الصهاينة الوقت لنشر المستوطنات حتى وصل عدد المستوطنين الى ( ٧٥٠,٠٠٠ ) مستوطن في الضفة الغربية لوحدها ، كما عملت السلطة على تجفيف منابع المناضلين في الداخل بالتدجين او الاغتيال او مساعدة شرطة الاحتلال على القاء القبض على الاحرار لإعتقالهم ، مما رفع عدد السجناء الفلسطينيين الى ما يقارب ال ( ٤٨,٠٠٠ ) حسبما تُسعفني ذاكرتي . ولن أنسى الشبل الفلسطيني المتفرد جرأة ، ورجولة ، وإيماناً بالقضية ، الشهيد البطل / عمر ابو ليلى ، الذي انقض على الجندي الاسرائيلي كالنمر وقتله مع انه مُدجج بكل انواع الأسلحة الفتاكة والحديثة ، حيث انتشر فيديو لعجوز فلسطينية من جيرانه قالت بالحرف :-(( هين قتلوه يابنيي ، وإجى معهم شرطة فلسطينية اثنين دلو اليهود عليه وقتلوه ، حسبي الله على الشرطة الفلسطينية )) . وذلك التزاماً من السلطة بتطبيق التنسيق الأمني مع الاحتلال ، والذي كان يجاهر به رئيس السلطة ، كما يجاهر بتفتيش طلبة المدارس وسحب السكاكين والخناجر منهم ، وبانه لن يسمح بانتفاضة جديدة . ولا بُدَّ من الإشارة الى إنشغال  كبار مسؤولي السلطة في التجارة ، حيث توزعوا الوكالات التجارية بينهم ، وللتدليل فقط : هل تعلموا ان أحد كبار مسؤولي السُلطة هو الذي وَرَّدَ مواد البناء للجدار العازل !؟ 

تخاذُل منظمة التحرير الفلسطينية ، وهَمالة ، وعَمالة وتنازل السلطة الفلسطينية عن كل شيء طوعاً ، ادى الى تهميش القضية عربياً واسلامياً ودولياً . وهل من المنطق ان يُطلب من الدول العربية ان تكون ملكية أكثر من الملك !!؟؟ وأختم مُكرراً : فلسطين ستتحرر بإذن الله ، إما على أيادي المناضلين الشرفاء في الداخل فقط ، لو تخلصوا من كابوس السُلطة الذي يعمل على تدجينهم ، او ركوناً الى الوعد الإلهي ، وحاشا ان يُخلف الله وعده . وعليه اعتقد جازماً ان الطعنة النجلاء للقضية الفلسطينية سددتها القيادات الفلسطينية التي  تفردت  بالقضية بتوجيه من النظام الرسمي العربي عام ١٩٧٤ ، عن سبق اصرار وترصد للاطاحة بالقضية بأيادٍ فلسطينية . كما أرى ان كل الدول العربية مجتمعة لم تَضُرْ القضية الفلسطينية مثلما أضرتها منظمة التحرير والسُلطة .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر