ناطق نيوز-محمد عفان
أصدرت النائب السابق المحامية ناريمان الروسان بيانا أعلنت من خلاله رغبتها بعدم الترشح للانتخابات النيابية القادمة بالرغم من الضغوطات الكبيرة التي تعرضت لها من قاعدتها الانتخابية لخوض الانتخابات.
وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على النبي العربي الهاشمي الأمين أما بعد
قال تعالى: " تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " سورة القصص(83) .
كنا في زمن نعرف كيف نضيء الحاضر بأمثلة الماضي, واصبحنا في زمن لا نعرف جلب وقائع من الماضي المشرق تلقي الضوء على واقعنا .. ولم تعد حكمة النضوج الفكري قادرة على احتواء الآراء التي يفرزها واقع مرير مليء بالتيارات المتناقضة كلياً في طروحاتها.. ولم نعد نرى من بين هذه الآراء ما يمكنه أن يشكل أداة سياسية لخطط المستقبل بكل ما ينطوي عليه من تغيرات عاصفة. ومعاناه لم نعد قادرين من خلالها التفريق بين المظاهر الفارغة والكائن الموجود في داخلها.
ولأنني مواطنه متجذرة بتراب هذا الوطن حريصه على نمائه وتطوره ومخلصه لقيادته, فإنني لم أعد أرى إن كان تجاهل القادرين على التغيير لمن هم بحاجة فعلية للتغيير أكثر ضرراً من أفعال أولئك الذين يدّعون القدرة على التغيير بتكبر وغرور، والتي ستقودنا حتماً في الحالتين إلى نتيجة عكسية في نفس الوقت الذي تزداد فيه الأوضاع سوءاً، فلا يجدر بهؤلاء غير القادرين أن يرضوا بالصدقات وطرود الخير بدلاً من الحقوق.
وفي ظل قانون انتخاب مشوّه من شأنه استبعاد ذوي القدرة والكفاءة من المخلصين الذين لا يمكن لهم بأي حال أن يقوموا بتوظيف المال الأسود للوصول إلى قبة البرلمان، ويترفعون عن توجيه بوصلة المنافسة الشريفة بين القامات الوطنية إلى معركة هامشية مع المطبيعن وأعوانهم من المرتزقة الذين لا همّ لهم سوى التكسب المادي على حساب عزة أهلهم وكرامتهم .
ولأن القوائم بحسب ما أرى لا ترقى في مكوناتها وطروحاتها إلى مستوى طموح جلالة الملك لتشكيل حكومات برلمانية قادرة ومؤهلة لخوض غمار مرحلة هي من الخطورة بمكان بحيث يمكن اعتبارها من أخطر مراحل تاريخ المملكة منذ انشائها في ظل التطورات الإقليمية والسياسية العاصفة، والجائحة العالمية لفيروس كورونا التي لا تبقى ولا تذر والتي تحتاج إلى برلمان قادر على العبور بالوطن إلى بر الأمان ..
ولجميع ما ذكر ومن منطلق أنني أحب وطني وقيادتي الهاشمية, وأحارب من أجل ما أحب، ولا أحب إلا ما أحترمه، ولا أحترم إلا ما أعرفه، وأعرف تاريخ عشيرتي جيداً، ولذلك فإنه وللحفاظ عليهم وعلى تاريخهم العريق أعلن عن عدم ترشحي لخوض غمار الانتخابات البرلمانية القادمة رغم طلب القاعدة الجماهيرية العريضة التي بنيتها خلال عملي تحت قبة البرلمان للترشح، تاركةً المجال لمن يعتقد بأنه أهلاً لخوض غمارها من أجل تحقيق أهداف نتمنى أن ترتقي لتكون عند الحد الأدنى من مستوى الطموح والامل والتحّدي. ,
وأخيراً وليس آخراً، فإنني كبيرة بأهلي وعشيرتي وعزوتي من لواء بني كنانه الأشم وعلى امتداد المملكة، ونجاحي كان دائماً بصدق محبتكم ودعمكم لي، حيث كانت مواقفكم بمثابة الأنفاس التي أتكلم بها تحت قبة البرلمان، وكنت أعتبر بيت كل واحد فيكم هو بيتي، وسأبقى كما عرفتموني نشمية من نشمياتكم البارة بكم والمخلصة لكم ولقضايكم، وقضايا وطننا وأمتنا.
حفظ الله الأردن وحفظ شعبه العظيم وحفظ قيادته
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته