الدكتور جاسم الغصاونة،، مبارك الترقية رئيس مجلس النواب الصفدي يرعى حملة وطنية للتبرع بالدم لغزة علي مصطفى عبدالخالق في ذمة الله الميثاق الوطني يعقد إجتماعه ال 54 ويؤكد الفخر بالقوات المسلحة في التصدي لأية محاولات إيرانية أو إسرائيلية لتعريض أمن الوطن للخطر الصفدي وآل الشيخ: علاقات الأردن والسعودية قوية ومواقفنا راسخة في الدفاع عن فلسطين  رئيسا بلديتي الشوبك وعين الباشا يرفضان دعوة لزيارة ايران بجهود من رئيس بلدية الشوبك وأعضاء المجلس...الاعلان عن باقة من المشاريع في لواء الشوبك الرئيس العراقي يلتقي الرئيس أحمد الصفدي في مجلس النواب...صور الميثاق الوطني  يزور عددا من مؤسسات المجتمع المحلي في محافظة البلقاء  وزير الخارجية الصفدي: حذرنا من أن نتنياهو سيحاول أن يفتعل مواجهة مع إيران ليجر ‎الولايات المتحدة والغرب إلى حرب إقليمية الميثاق الوطني يؤكد دعمه للموقف الأردني تجاه ما تشهده المنطقة من تصعيد وتوتر البوتاس العربية" تهنىء جلالة الملك وولي العهد بمناسبة عيد الفطر السعيد  اعلام إسرائيلي: شعور بأن نتنياهو يخمد الحرب، ولا ينوي الوفاء بتعهداته في "القضاء على حماس"... الطويل يتفقد أيتام مخيم البقعة ويقدم كسوة العيد ومنحة الطالب المتميز اختتام بطولة الميثاق الوطني الرمضانية  في محافظة اربد 

القسم : حوارات وتحليلات
الشبه بين .. الوَزَارَه.. و(الوَزْرَه)
الشبه بين .. الوَزَارَه.. و(الوَزْرَه)
نشر بتاريخ : Sat, 03 Apr 2021 07:22:34 GMT
الشبه بين .. الوَزَارَه.. و(الوَزْرَه) 

 ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 

إستجَدّْت لدينا عادات غربية علينا ، وليست من طباع الاردنيين ، مثل التملق ، والمحاباة ، والمجاملة الزائدة عن الحد ، لدرجة انها تُذهب هيبة المُجامل .  هذه العادات البغيظة ، كان يمقتها غالبية الاردنيين ، ويصفون من يتصف بها باقذع الالفاظ والاوصاف . لأنه  عُرِف عن الاردني الصدق ، والجرأة في قول الحق ، والقدرة على المواجهة وحتى المجابهة  اذا اقتضى الأمر . 

كُنّا بخير عميم في قيمنا ، ونتصف بقيم رفيعة جليلة ، تُضفي هيبة ووقاراً واحتراماً على عامة الاردنيين —-حتى قبل نشوء الدولة الاردنية ، لانها صِفاتٌ جينية فينا  —- لدرجة انك  تكاد ان تعرف الاردني بمجرد ان تلحظه وتقع عينك عليه في اي بلد خارج الوطن . حيث كانت الرزانة ، والحصافة ، والجدِّية ، والنِدِّية ، والكرم ، والعطاء ، والسخاء ، والوفاء من أهم صفات غالبية الاردنيين . وكان المُجامل ، والمتملق ، والمتحذلق مذموماً ، مُهاناً ، ولا يُحترم . 

حتى ألأمثال التي كانت سائدة ، تعكس الكثير من طباعنا وسلوكياتنا الحميدة . فمثلاً على الصراحة في قول الحق ، والبعد عن التملق والمجاملة هناك عدة أمثال منها (( قول للأعور ،  أعور بعينه )) ، و (( قول الحق ولو على قطع راسك )) ، (( قول الحق ولو كان عليك )) ، أي ان تقول الصدق البواح دون مجاملة ، وان تقول الحق للمتجاوز مواجهة دون خِشية او ريبة او خوف مهما كلف الأمر  . 

لكننا تغيرنا كثيراً وابتعدنا أكثر عن هذه الخِصال الحميدة . وانتشرت صفات وسلوكيات مقيته ، غير محترمة . حيث إجتاحنا الكذب ، وعدم الوفاء ، والخداع ، والمواربة ، والمجاملة ، والانتهازية ، والتملق . فمثلاً ، تجد مظهر بعض الرجال مهيب يدعو للاحترام ، لكن مخبره عكس مظهره ، فيتحول احترامك له الى إحتقار . وهذه الصفات الرديئة تظهر بشكلٍ واضح عند تعامل الكثير من الاردنيين  مع كبار مسؤولي الدولة الرسميين ، مثل : رؤساء الوزارات ، والوزراء ، وكبار المسؤولين عامة . ماالذي يحصل !؟ يَهِبُّ غالبية الجلوس وكانهم كانوا جالسين على ( زمبركات ) شديدة الضغط، حيث يَنْثُرُ نفسه نثراً للترحيب بالمسؤول الكبير ، والاسوأ عندما يتصف هذا المسؤول بالكِبر والتعالي ، ويكون الترحيب اكبر عندما يكون فساد المسؤول واضحاً ، ومقدار ما (( هبش )) من المال كبيراً ، يتعاظم الترحيب ، ويُذِلُ المُرَحِبُ نفسه ، ويطأطأ رأسه اكثر ، وكرامته تكون قد اختفت وذهبت الى غير رجعة ، فيُقسِمون الايمان الغليظة ، ويحلِفون بالطلاق بالثلاثة مرات عديدة ، ليُجلسوا المسؤول الفاسد في صدور المجالس - التي كانت مُخصصة وتليقُ بأمثال وصفي التل / وحابس المجالي / وفلاح المدادحه / ومحمد القرعان /  والشيخ سليمان السودي الروسان  / والشيخ دليوان المجالي / والشيخ حسين الطراونه / والشيخ راشد الخزاعي / والشيخ عبدالحليم النمر / والشيخ  سعود  القاضي / و الشيخ محمد عوده ابو تايه / والشيخ محمد المور الهقيش الصخري / والشيخ نمر العدوان /  والشيخ ابراهيم الضمور والد الذبيحين  .... وغيرهم الكثير من شيوخ ووجهاء وكبار القادة والمسؤولين . 

أصبح الكثير من الاردنيين يُمجِّدون الفاسدين ، ويصدرونهم المجالس ، والجاهات ، والعطوات ، ويقيمون لهم الولائم الباذخة ، تَقَرُّباً ، وتمجيداً لهم لفسادهم ، وانحطاط قيمهم ، وسرقتهم اموال الاردنيين ، ومقدرات الوطن . والمؤسف والمؤلم ، الذي اكد انحدار قيمنا اننا اصبحنا نُهَمِّش الشرفاء،  الانقياء ، الاتقياء ، النبلاء الذين يتصفون بالعفة والشرف . وهنا اتشرف ان اقتبس من رسالة ارسلها لي زميل الدراسة وصديق العمر نقي المسيرة نظيف اليد الاستاذ / علي المدادحه ( ابو طارق ) تقول : (( حافظوا على الشرفاء ، ولو كانوا خصومكم ، ولا تفرحوا بالسفهاء ولو وقفوا معكم ، فالشريف لن تجده في مواقف الكرامة الا شهماً ، يأبى ان يُدنِّس مقامه بفعل قبيح او قولٍ مُشين ، والسفيه لا تفرح به ، ولا تركُن عليه ، فهو اليوم معك وغداً عليك )) . 

ما أسوأ ما انحدرنا اليه . أدعو كل اردني لم ينحرف ، ولم يتنازل عن قيمنا النبيلة ، وكرامتنا وتميزنا بالجرأة ، والرجولة ، والصدق ان نمجد شرفائنا ، سواء كانوا من كبار المسؤولين او لم يكونوا ،  وان نُجلِسهم بالمجالس بما يليق بهم ويتساوى مع قيمهم وليس وظائفهم ، وان يكون تقييمنا مرتكزاً على قيم الشخص ، لا على سطوته وهو في موقع المسؤولية ، ولا على ملآءة جيبه مما سرق من اموالنا . 

إنحدرنا لدرجة اننا لا نلتفت للأُدباء ، والشعراء ، والمثقفين ، والشرفاء ، واصحاب الفِكر ، واصبحنا لا نلتفت لمن لم يتقلد موقعاً متقدماً في الوظيفة العامة مهما إرتفع  شأنه ، وإرتقت  خُلقه ، وتميز بنبله ، ووضعه الإجتماعي . حتى اننا لم نلتفت باننا بافعالنا هذه اعتبرنا الوزارة ، كما (( الوَزْرَه او الوِزَارْ او الإزَار ْ)) التي تستر عيوب الجسد ، فالوزارة تستر ، وتجب ، وتحجب ،  وتغفر  وتُنسي الناس افعال ذلك الوزير المشينة التي توجب عدم احترامه ونبذه . وسبق لي ان نشرت مقالاً بتاريخ  ٢.١٩/١٢/١ بعنوان (( تشميس الفاسدين   )) ، حيث طلبت  فيه من الاردنيين القيام بدورهم الوطني بفضح وتشميس الفاسدين ، بأن تتبرأ العشيرة من الفاسد من ابنائها ، وان (  تُعزِّره ) ، وتقاطعه ، وتنبذه . والتشميس بالمفهوم العشائري تعني : (( اهدار حقوقه وعدم التعامل معه من جميع العشيرة مادياً واجتماعياً ، اي مقاطعته ، واذا  قُتل لا يؤخذ بثأره ، ولا يتم الدفاع عنه في اي قضية يكون هو طرفاً فيها ، ويُشترط على عائلته ان تُعلن ذلك في دواوين قبائل المنطقة )) . لتتأملوا معي هذه الايجابية الكبيرة الرادعة في القوانين العشائرية. 

ارى اننا لو عُدنا الى قِيمنا لِمَا قَبّْلَ بِضعةِ عقود ، سيحارب الشعب الفساد والفاسدين ، ويقتص منهم وينبذهم ، ويعاقبهم اجتماعياً ، لان انتظارنا للدولة  لتكافح  الفساد لن يتم بالتاكيد ، لماذا !؟ لانه من الجهل ان نعتقد ان يحاسب الفاسدون بعضهم بعضا ، فهم حلقات مترابطة  ،  متكافلة ، يشدون أزر بعضهم بعضا ، لانه اذا عوقب احدهم فهذا يعني ان من تجرأ وعاقب ستدور الدائرة عليه . 

أتألم جِداً لإنحدار قيمنا الذي أدى لإنحدار الوطن ، لانه لو لم تنحدر قيم الافراد لصحَّ الوطن وتعافى . وأختم ببيت من الشِعر إقتبسته من صفحة ابن العم الاستاذ / عبدالكريم الطراونه ، يقول :-
يا سَادِراً في غِيِّهِ ألا إتئِدْ / العمرُ أقصَرُ من ان تعودَ وتستعِدْ . 
وأُضيف بيتاً من الشِعر البدوي :- 
لا تصاحب الأنذال بالذل تبليك / رافق رجال العز اهل نخوة وحمية .
وبيتين من الشِعر الفصيح :-
يُغطي عيوب المرء كُثرةُ مَالِهِ / يُصَدَّقُ فيما قال وهو كذوبُ . 
وكسبُ المال للمخلوقِ حقٌ / ولكن لا تبع شرفاً بمالِ .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر