تحالف الميثاق الوطني وكتلة الاتحاد والتغيير يحصد غالبية مقاعد اتحاد الطلبة في مؤتة الوزير الأسبق نادر الظهيرات: نقدر عاليا توجيهات جلالة الملك لتحديد موعد إجراء الانتخابات النيابية الميثاق الوطني يرحب بتوجيهات جلالة الملك لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية الميثاق الوطني يعقد اجتماعه ال 55 يدين فشل المجتمع الدولي في منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة الدكتور جعفر المعايطة يكتب...رسالة إلى وطني المفدى  الشيخ فيصل الحمود: زيارة حضرة صاحب السمو الأمير التاريخية للاردن تعزز العلاقات الثنائية النموذجية بين البلدين الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في محافظة مادبا..أسماء رئيس مجلس النواب الصفدي مستذكر الراحل حابس المجالي: بصمات المشير المجالي وجيشنا العربي في حروب فلسطين ستبقى مجالا لفخرنا واعتزازنا..صور في الذكرى السنوية الأولى لوفاته: مضر بدران.. رجل دولة بمسيرة سياسية وأمنية حافلة أمير الكويت يبدأ زيارة دولة للأردن.. فماذا تعني زيارة “دولة”؟ جلالة الملك سيزور المستقلة للانتخاب لتوجيهها لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية. هذا موعد الانتخابات .. فما مصير الحكومة والبرلمان ؟  الميثاق الوطني يقيم ندوة حوارية سياسية   حول المرحلة المستقبلية للاحزاب  الرئيس الصفدي يرعى احتفال جامعة عجلون الوطنية بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية الدكتور جعفر المعايطة يكتب...خيار التعايش والسلام 

القسم : اخبار على النار
الشيخ / حسين الطراونة .. شَخصِيةٌ وطنيةٌ وازِنَة
الشيخ / حسين الطراونة .. شَخصِيةٌ وطنيةٌ وازِنَة
الشيخ / حسين الطراونة .. شَخصِيةٌ وطنيةٌ وازِنَة
نشر بتاريخ : Thu, 12 May 2022 03:29:52 GMT
الشيخ / حسين الطراونة .. شَخصِيةٌ وطنيةٌ وازِنَة

 ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 
(( الجزء الأول  ٥/١))

لله دَرُ هذا البلد الصغير بمساحته ، العظيم بِهمةِ  ، وأنفةِ ، ووطنية ، وقومية رجالاته المؤسسين . 
رِجالٌ كِبار في إنتمائهم وعطائهم للوطن . كِبار في جُرأتهم لا يَخشون في قول الحقِّ لَومةَ لائِم . يَرقُبون الأحداث بوعي ، وذكاء ، وإطلاع ، ولا يسكتون عندما يستشعرون خطراً ما يهدد الوطن ووجوده . وفي الإجتماعات واللقاءات يقولون ما يجب أن يُقال ، بكل شجاعة وجرأة — ليسوا إمعات كما  غالبية كبار المسؤولين اليوم — دون ان يحسبوا حساباً للمخاطر ، والتهديدات ، وأحياناً التخطيط للتصفيات ، ومع ذلك لا يعبأون ، ولا يكترثون ، ولا تلين لهم قَناة ، ولا ترتجف لهم شِفة . يرفضون الخضوع ، والخنوع ، والإنقياد . ولا يساومون على الوطن ومستقبله ومقدراته . ولم يكتفوا او ينغلقوا على وطنهم ، بل فاض عطائهم حتى تخطّوا حدود سايكس وبيكو اللعينين وقدموا الكثير للأقطار العربية الشقيقة للإنفكاك من الإستعمار . 

ولد الشيخ / حسين باشا بن محمد بن جبر بن جبرين الطراونة في مدينة الكرك عام ١٨٧٠ ، وتوفي في مدينة الكرك بتاريخ ١٩٥٢/١٠/١٧ ، عن عمرٍ ناهز ( ٨٢ ) عاماً . وهنا لابد من ذكر نبذة عن قبيلة الطراونة : — هي قبيلة أردنية ، تعود جذورها لتكون بطناً  من بطون  قبيلة النعيم النجدية ( نسبة الى نجد ) من عربان الحجاز ، الذين إشتركوا في بناء الكعبة المشرفة ، عندما هدمتها السيول ، قبل الهجرة النبوية الشريفة ، فرِفعة هذه القبيلة دفعتها للمساهمة بهذا العمل . زِد على ذلك ، أن بني نعيم إنفردت بين القبائل الأخرى في سِرِّ ( الخميرة ) التي تُشفي المصاب من داء السُعار وهذا مُثبتاً وفق المؤرخين ، كما كان لهم كرامات عديدة وكان الناس يتبركون بهم . وهم ينتسبون الى / حسين البطيحي ، وكان حسين يسكن الحجاز ، الا ان أحد أولاده هاجر الى وادي موسى ، وإسمه / محمد ، الذي رُزق باربعة اولاد ذكور ، غادر ثلاثة منهم  وادي موسى بعد موت والدهم الى جهات مختلفة ، وبقي واحد منهم في وادي موسى  . وانتقلوا الى الكرك في أواخر القرن الثامن عشر ، ويقال ان رئيس قبيلة الطراونة إسمه ( الطرو ) . ويحد أراضيها من الجنوب وادي الحسا ، ومن الغرب كثربا والبرارشة والغور ، ومن الشرق منطقة الحماد والخط الحديدي الحجازي والحجايا ، ومن الشمال الغساسنة . ونخوتهم في الحرب (( أهل الجردا )) ، وتعني حسب معجم المعاني : (( أنهم يُجرِّدون وينزعون هيبة عدوهم )).  تلقى الشيخ / حسين باشا الطراونة تعليمه الأول على يد الشيخ / محمد القصراوي . ثم سافر الى اسطنبول ليُكمِل تعليمه هناك ،  حيث أتقن اللغة التركية . وعندما عاد الى أرض الوطن عَمِل بالقضاء . وفي عام ١٩٠٢ تم تعيينه عضواً في محكمة بداية الكرك . وفي عام ١٩٢٠ عُين رئيساً للجنة القوانين في حكومة الكرك الوطنية . أي انه كان يمثل الجانب التشريعي في الحكومة ، بينما كان الشيخ / رفيفان المجالي يمثل الجانب التنفيذي ، بتوليه مهام متصرف اللواء . وخلال العمر القصير لحكومة الكرك عمل الشيخ / حسين باشا الطراونة بجهد متميز كي لا تنتقل لعنة الإنشقاقات التي كان يغذيها الإستعمار البريطاني في المنطقة الى الكرك . ومن هنا سعى لمنع إنفصال الطفيلة الذي كان محتملاً لأن الحالة الأمنية والعشائرية كانت مستقرة في الطفيلة أكثر من الكرك . وإعتقدَ  انه اذا لم يتم وضع حدٍ للخلافات في الكرك ، فان ذلك يُعتبر مبرراً للطفيلة للإنشقاق . من هذا المنطلق أجرى الشيخ / حسين باشا الطراونة إتصالاته مع شيخ مشايخ الطفيلة آنذاك الشيخ / صالح العوران ، واسفرت الإتصالات عن ان تبقى قائمقامية الطفيلة تابعة للكرك . وتميزت هذه الحكومة عن باقي الحكومات المحلية انها وضعت قوانين تنظم العلاقة بين الأهالي والمجلس الوطني ، كما ركزت الحكومة على القضاء والعدل لعدم استقرار الأمن في المنطقة . 

إعتُبر الشيخ / حسين باشا الطراونة أحد أكبر الزعماء الوطنيين ، الذين كانت لهم بصمات واضحة في العمل الوطني . ويعتبر أحد اركان الحركة الوطنية الأردنية في بداية تأسيسها ، بالإضافة الى كونه رمزاً من رموز الكرك ، وممثلها في أول مؤتمر إنعقد في مدينة إربد ، في ديوان عشيرة التل ، الذي تأسس فيه أول حزب وطني ، أُطلِقَ عليه إسم [[ المؤتمر الوطني الأول ]] ، عام ١٩٢٨ ، وكان يضم خيرة رجالات الوطن ، أمثال :- [[  الأمير الشيخ / راشد الخزاعي ، وشاعر الأردن / مصطفى وهبي التل ، والشيخ / كايد مفلح العبيدات ، والشيخ / حمد بن جازي ، والسيد / ( علي نيازي ) التل .. وغيرهم الكثير . (( سيتم التطرق للمؤتمر بشيء من التفصيل لاحقاً))  . 

عند وصول الأمير عبدالله  الى مدينة معان ، أعلن الشيخ / حسين باشا الطراونة أثناء إجتماع حكومة الكرك الوطنية تأييده للأمير عبدالله . إذ وجد انها فرصة لتشكيل حكومة عربية واحدة برئاسة الأمير عبدالله ، تكون بديلاً عن حكومة الكرك التي أخفقت في فرض هيبتها على المناطق التابعة لها ، وأصبحت تربة خصبة للتناحر والنزاعات العشائرية ، خاصة بين (( الشراقا والغرابا )) ، حيث لم يكن لرجال الدرك المحلي القدرة على حفظ النظام .كما اعتقد ان تشكيل حكومة عربية واحدة  يساعد في وضع حدٍ للنفوذ البريطاني في المنطقة . هذا ما آمن به الشيخ / حسين باشا الطراونة إيماناً قوياً لإدراكه لمخاطر النفوذ البريطاني . ومن هنا جاءت خيبة أمله هو وغيره من الوطنيين في العام ١٩٢٨ ، عندما تم توقيع المعاهدة البريطانية الأردنية . والتي كان من ردود الفعل عليها تأسيس حزب المؤتمر الوطني الأول ، وتم إنتخابه رئيساً للجنة التنفيذية للحزب . ودفع الشيخ / حسين باشا الطراونة ثمن معارضته هذه حيث سُحبت منه كل القابه عام ١٩٢٩ ، وقُطعت عنه كل مخصصاته المالية . في عام ١٩٣١ تم إنتخاب الشيخ / حسين باشا الطراونة عضواً في المجلس التشريعي الثاني . كما إنتُخب في عام ١٩٤٢ عضواً في المجلس التشريعي الخامس . ومنحه الشريف الحسين بن علي وسام النهضة العربية ، الذي يعد من أرفع الأوسمة الملكية في ذلك الوقت . (( يتبع الحزء الثاني لطفاً )) .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر