الهدف نَشْرُ .. البوهيميةِ .. لا .. الإبراهيمية
ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
كُل عُقول العقلاء وُضِعت في أُكُفِّهم . لا يفهمون شيئاً مما يدور . ولا يَقْدِرون على فعل شيء . ولا يَعرِفون نهاية لما يحدث . زمن أصبح فيه الحليم صاحب العقل واللُّب في حيرة من أمره . ومن عاش طيلة عمره رجل خُلقٍ ودين — أيُّ دين سماوي طبعاً — ورجل قيم ، ونُبل ، وكرامة ، وخَبِر ضوابطه الأخلاقية والقيمية ، وسار عليها ، والتزم بها ، وتعايش معها ، وهو قانعٌ ، وراضٍ ، فُتِلت دِماغه ، وأصبح حيراناً ، يُكلِّمُ نفسه ، وهو سارح ، هائم ، مصدوم ، يَضرِبُ كفاً بكف ، ويستعيذ بالله ، ويستعين به ويرجوه ان يعينه على بلواه .
ما يُطرح على الساحة الإقليمية خاصة ، والدولية عامة لا يمكن تصديقه . لكن كل الدلائل تشير الى ان الهدف نشر الحياة البوهيمية ، الغرائزية ، الشهوانية ، الحيوانية ، حياة الغاب ، وحتى شريعة الغاب تتبرأ وتلفظ وتحتقر ما ينتشر الآن ، لأن شريعة الغاب ترفض المثلية مثلاً . كيف للإنسان السوي ان يستصيغ المثلية !؟ شيءٌ مُقزز ، إنحراف ، وتشويه في الذوق ، والقيم . كيف لأشخاص يتسلمون مواقع قيادية في بلدانهم ، يُعلنون أمام مرأى ومسمع العالم عن مرافقة زوجته (( الذكر )) له في مؤتمراته الصحفية !؟ كيف لإمرأة جميلة يُفترض ان تكون رقيقة ، راقية في قيمها ان تُعلن وبكل وقاحة ان لديها كلباً يقوم بدور الزوج !؟ كيف لرجل ان يُعلن عقد قرانه على أتان (( أنثى الحمار )) !؟
وللأهمية ، أجد انه من الضروري توضيح معنى البوهيمية (( Bohemian )) :— البوهيمي أساساً هو أحد مواطني منطقة بوهيميا التشيكية لوصف أولئك المهاجرين الغجر الذين جاؤوا من رومانيا مارين بمنطقة بوهيميا ، الا ان المصطلح إنتشر بمعنى آخر في فرنسا في القرن التاسع عشر الميلادي ، حيث أصبح يدل على أي كاتب او فنان يميل الى العيش بنمط حياتي غير مألوف ، سواء كان هذا سلوكاً واعياً او غير واعٍ منه . ومن ثم فنمط الحياة الغجرية آنذاك كان بمثابة الشرارة الأولى لبداية ما يُعرف بالبوهيمية . والبوهيمي لا يهتم بشكله . علينا ان لا ننسى ان ما ذُكِر أعلاه هي البوهيمية قبل قرنين من الزمان ، أي ربما كانت بوهيمية محترمة الى حدٍ ما ، ولدى البوهيمي الكثير من القيم والنُبل . أما البوهيمية الآن فانها تعني الإنفلات الكامل ، والتحرر من كل القيود ، والتخلي عن كل القيم والأخلاق النبيلة .
كل ما يحدث من خلخلات ، وإختلالات للقيم والعادات والتقاليد والفطرة السوية لبني البشر ، سببه الماسونية والصهيونية اللتين تضامنتا ، واندمجتا ، وتكاتفتا ، وإنصهرتا لتصبحان أرذل وأنذل تنظيم شهِدته البشرية منذ بدء الخليقة . وهدفهما( الرزيل ) ، الرذيل ، غير النبيل إدراكهما أنه لا يمكن ان يطغيان ويسودان البشرية الا بالرذائل كلها ، وليست رذيلة واحدة . والدليل القاطع على ذلك حُكم الصهيونية للعالم قاطبة — الا قلة قليلة ما زالت تُصارع البقاء على الفِطرة الربّانية ، نبيلة الهدف ، سامية الغاية ، راقية الوسيلة — حيث تحكم وتتحكم في المال ، والدعارة ، ونوادي القِمار ، والعقار ، والسياسة ، وتفتعل الحروب والقتل والدمار ، وتفتت الشعوب ، وتقسِّم الأوطان ، وتزرع الفِتن ، وتشيع الإقتتال بين ذوي الدم الواحد ، لتُشغِّل مصانع الأسلحة والقتل والدمار ، وتشوه الأديان ، وتنشر الفساد والإفساد ، وتحبيذ المثلية ، وتدمير العِفة ، ونشر الرذيلة .
سيدنا إبراهيم عليه السلام ، بريءٌ مما يُشاع ، ويُنشر بإسمه ، ويُدعى لإبتداعه ، وإتباعه ، والدليل قول الله تعالى : (( .. قل صدق الله فإتبعوا مِلّة ابراهيم حنيفاً وما كان من المشركين )) صدق الله العظيم سورة آل عمران آية رقم ٩٥ .
ما أروع ، وأنقى ، وأرقى الفِطرة وضوابطها ، والتزاماتها ، وأخلاقها النبيلة . وما أروع ، وأنقى ، وأرقي ، وأسمى الإنسان الذي يلتزم بأوامر الله وشرائعه ودياناته السماوية . الا يتذكر الناس قوم لوط وخَسْفِ رب العباد الأرض بهم ، وقلبِ عاليها سافلها ، بسبب إنحرافهم عن الطبيعة البشرية السوية !؟
إذاً المنشود ، والمقصود ، والهدف يتمثل في نشر حياة أنذل ، وأرذل من حياة الغاب الحياة البوهيمية لا الإبراهيمية . الإنسانية بمجملها إنحرفت كثيراً عن مسارها الديني السماوي السامي ، والأخلاقي النبيل ، وتبرأت من إنسانيتها ونُبلها ، ورقيها ، وطبيعتها السوية ، المستقيمة ، لماذا !؟ ولمصلحة من !؟ والى أي مدى يمكن أن يصل هذا الإنحراف !؟ وأين سينتهون !؟