الدكتور جاسم الغصاونة،، مبارك الترقية رئيس مجلس النواب الصفدي يرعى حملة وطنية للتبرع بالدم لغزة علي مصطفى عبدالخالق في ذمة الله الميثاق الوطني يعقد إجتماعه ال 54 ويؤكد الفخر بالقوات المسلحة في التصدي لأية محاولات إيرانية أو إسرائيلية لتعريض أمن الوطن للخطر الصفدي وآل الشيخ: علاقات الأردن والسعودية قوية ومواقفنا راسخة في الدفاع عن فلسطين  رئيسا بلديتي الشوبك وعين الباشا يرفضان دعوة لزيارة ايران بجهود من رئيس بلدية الشوبك وأعضاء المجلس...الاعلان عن باقة من المشاريع في لواء الشوبك الرئيس العراقي يلتقي الرئيس أحمد الصفدي في مجلس النواب...صور الميثاق الوطني  يزور عددا من مؤسسات المجتمع المحلي في محافظة البلقاء  وزير الخارجية الصفدي: حذرنا من أن نتنياهو سيحاول أن يفتعل مواجهة مع إيران ليجر ‎الولايات المتحدة والغرب إلى حرب إقليمية الميثاق الوطني يؤكد دعمه للموقف الأردني تجاه ما تشهده المنطقة من تصعيد وتوتر البوتاس العربية" تهنىء جلالة الملك وولي العهد بمناسبة عيد الفطر السعيد  اعلام إسرائيلي: شعور بأن نتنياهو يخمد الحرب، ولا ينوي الوفاء بتعهداته في "القضاء على حماس"... الطويل يتفقد أيتام مخيم البقعة ويقدم كسوة العيد ومنحة الطالب المتميز اختتام بطولة الميثاق الوطني الرمضانية  في محافظة اربد 

القسم : حوارات وتحليلات
الملاحمه يكتب..الشيخ كايد مفلح العبيدات .. شهيد أرض البطولات
الملاحمه يكتب..الشيخ كايد مفلح العبيدات .. شهيد أرض البطولات
الملاحمه يكتب..الشيخ كايد مفلح العبيدات .. شهيد أرض البطولات
نشر بتاريخ : Wed, 07 Sep 2022 08:09:43 GMT
الشيخ كايد مفلح العبيدات .. شهيد أرض البطولات 

 ناطق نيوز بقلم: عوض ضيف الله الملاحمه 
(( الجزء الأول ٢/١ )) 

كثيرون الذين إستشهدوا على ثرى فلسطين الحبيبة من الأردنيين ، الذين لم يَترددوا ، ولم يُحجِموا ، ولم يَجبُنوا ، ولم يَتخاذلوا ، ولم يَتراجعوا ، بل كان الإقدام ديدنهم ، والشجاعة من خِصالهم . لكن أن تكون من  أوائل الشهداء الأردنيين  على ثرى فلسطين الحبيبة السليبة ، فهذا تميز ، وصدارة نادرة ومتفردة . 

الشهيد ، المِقدام ، الشجاع ، الجسور الشيخ / كايد مفلح العبيدات ، من أوائل الشهداء الأردنيين  على ثرى فلسطين الطهور ، الذي سيبقى طاهراً رغم تلويث الخنازير الصهاينة له . في معظم الأحيان تمر كلمة (( شهيد )) على بعض القراء مروراً عابراً دون ان يتفكروا  في عظمتها ، وفي أحسن الأحوال يجترها البعض دون الغوص بمعاني الفعل الذي نتيجته يوصف الإنسان بالشهيد . كلمة شهيد تعني تقديم روحك ، وعمرك ، وحياتك ، وتعني تركك الدنيا وما فيها ، وتركك الأهل والأحبة . والشهيد : هو إسمٌ من أسماء الله الحُسنى . والشهيد حبيبُ الله . وسُمي الشهيد شهيداً لانه مشهود له بالجنة ، وهو حيٌّ عند ربه شاهدٌ حاضر ، وهو مِمّن تشهد موتته الملائكة . 

ولد الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات ، في قرية كفر سوم عام ١٨٦٨ ، وإستشهد على ثرى فلسطين عام ١٩٢٠ . يعتبر والده مؤسس عشيرة العبيدات  . تلقى تعليمه في الكتاتيب في شمال الأردن . ظهرت عليه علامات النبوغ والزعامة منذ سنوات عمره الأولى ، حيث حفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة . وكان يحظى برعاية خاصة من والده وإخوته الكبار  . وما ان وصل العشرين من عمره حتى أصبح ذا شأن في شمال الأردن . وأصبح كبيراً لقومه في شبابه . ومع الوقت أصبح من الزعامات البارزة في عصره في شمال الأردن وفلسطين والجولان . كما كان من أبرز رجالات الحركة الوطنية العربية التي ظهرت في بلاد الشام نهاية الدولة العثمانية . كان مولعاً في التاريخ وبالشخصيات التاريخية التي توسع في قراءة تاريخها وسيرتها . كما كان يحض الناس على محو أُميتهم ، وتعليم أبنائهم في الكتاتيب التي كانت منتشرة في ذلك الوقت في شمال الأردن . ورغم انه يتوسط إخوته في العمر ، الا انه ورث زعامة عشيرة العبيدات عن والده ، بل أصبح زعيماً لمناطق الكفارات في شمال الأردن ، كما كان عضواً في مجلس القضاء بولاية دمشق . 

كان الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات ، عروبي التوجه ، ومتدين ، وعُرف عنه انه كان على علاقة وثيقة برجال الحركة الوطنية التي ظهرت ضد الدولة العثمانية بعد تولي حزب الاتحاد والترقي الحكم . وكان لديه وعيّ ودراية كبيرة في مخطط اليهود لإحتلال فلسطين وإقامة وطن قومي لهم . وكان لديه إطلاع سياسي واسع وعميق لذلك كان مناوئاً لسياسات حزب الإتحاد والترقي الذي وصل لحكم الدولة العثمانية في عام ١٩٠٨ . وكان على علاقة وثيقة بالجمعيات العربية التي ظهرت في ذلك الوقت . ولم يعرف عن الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات أية علاقة مع الثورة العربية الكبرى ، كونها ركزت على جنوب الأردن ، لكن بعض المراجع تحدثت عن تواصل بينه وبين الملك فيصل ، الذي وصل بجيشه الى دمشق عام ١٩٢٠ . كما برز دوره بشكل كبير في إجتماع الشخصيات الأردنية والعربية الذي عُقد في عجلون عام ١٩١٧ رفضاً لوعد بلفور بمنح وطن قومي لليهود في فلسطين . كما رفض إتفاقية سايكس بيكو ، وتم إختياره من بين المجتمعين لمراسلة شيوخ العشائر والشخصيات العربية لحشد الجهود لرفض المخططات الصهيونية في فلسطين . 

بدأت المقاومة العربية للوجود الصهيوني في فلسطين عام ١٩٢٠ . حيث قاد الشهيد  الشيخ / كايد مفلح العبيدات أول هجومٍ إنطلاقاً من الأردن ، في منطقة تل الثعالب ، ليستشهد مع عدد من المجاهدين أمام عدم تكافؤ المعركة ، بين مهاجمين بالسلاح والبارود ، وبين عصابات صهيونية مدعومة من القوات البريطانية ، واجهتهم بالرشاشات والسلاح المتوسط . 

كان الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات رمزاً وطنياً ، من رجالات الرعيل الأول ، جيل المؤسسين الرجال الشجعان  . ويُعد واحداً من الجيل المبكر الذي كان له شرف الوعي بالقضايا الوطنية والقومية . هذا الجيل الذي تربى على حب الوطن من خلال علاقات نضالية مبنية على الفهم الإستراتيجي للقضايا القومية . 

كان الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات يقرأ كثيراً عن الفتوحات العربية ، وتقمص شخصيات كثيرة كانت في ذاكرته مثل : خالد بن الوليد ، وصلاح الدين الأيوبي . هذه الشخصيات عززت الوعي الفكري والنضالي في شخصيته ، فهو يمثل جيلاً أفرز قيادات تعاهدت ان تكون ثقافة المجتمع على مستوى المنطقة ثقافة وطنية ، كما أدت بعض العوامل الى صقل هذه الشخصيات لتقوم ببث الوعي القومي في نفوسهم . وقد وعوا ثورة عام ١٩٠٥ التي حدثت في منطقة الشوبك ووادي موسى ، والثورة التي إنطلقت في شمال الجزيرة العربية عام ١٩٠٨ . حيث تأثر الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات بهذه الثورة خصيصاً لأنها ثورة تخص جذور قبيلته  ، وهي ثورة (( آل علي )) التي يعود نسب قبيلة العبيدات لها ، وهم الذين قاموا بثورة شمال الجزيرة العربية وجنوب الأردن ، ونتيجة هذه الثورة نزح كثير من فروع هذه القبيلة  الى حوران والجولان . 

في عام ١٩١٠ ، كان هناك تآمر كبير ضد ثورة الكرك ، وكانت هذه الثورة بداية إنتشار الوعي الوطني والقومي والشعور بالظلم والقهر من الإحتلال العثماني  ، وخاصة ان هذه الثورة جاءت على خلفية إنقلاب على السلطان عبدالحميد ، الذي كان له علاقة جيدة مع العرب والمسلمين ، لكن عندما جاء حزب الإتحاد والترقي عام ١٩٠٨ ، وقضى على السلطان عبدالحميد . بدأ هؤلاء الشيوخ بطرح الفكر القومي ، وبدأت علاقات بين زعماء بلاد الشام من خلال الجمعيات السرية مثل (( الفتاة )) وغيرها ، وكان الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات من بين الأسماء التي رُشحت من قبل زعماء بلاد الشام ومن قبل زعماء النهضة العربية وبمقدمتهم / أحمد مريود ، ومجموعة من الشخصيات التي كان لها دور كبير في النهوض وتشكل  الجمعيات السرية ، وفي عام ١٩١٤ تم البدء بعمليات التنظيم السياسي  ، عندما جاء جمال باشا السفاح الى سوريا . وكان للشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات علاقات قوية مع شيوخ وقيادات المنطقة ، وكانت تربطه علاقات قوية مع الشيخ / كليب الشريدة ، والشيخ / سليمان السودي الروسان .. وغيرهم ، حيث كانوا زعماء عشائر ، وأمناء عامين أحزاب ، وكانوا يقودون الحركة الوطنية النضالية من خلال إتصالاتهم مع الجمعيات السرية التي كان مركزها في اسطنبول ، ثم إنتقلت الى بلاد الشام . شكل الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات  وإخوته ومجموعة من رجالات الرعيل الأول مجلساً إستشارياً ، هدفه تحمل مسؤولية نقل المجاهدين والثوار . ولم يكن همهم محصوراً في الأردن او شماله ، او الجنوب السوري فقط  ، إنما كان همّاً قومياً تجاوز الحدود الإقليمية حتى وصل الى الحجاز . (( يتبع الجزء الثاني لطفاً )) .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر