الدكتور جاسم الغصاونة،، مبارك الترقية رئيس مجلس النواب الصفدي يرعى حملة وطنية للتبرع بالدم لغزة علي مصطفى عبدالخالق في ذمة الله الميثاق الوطني يعقد إجتماعه ال 54 ويؤكد الفخر بالقوات المسلحة في التصدي لأية محاولات إيرانية أو إسرائيلية لتعريض أمن الوطن للخطر الصفدي وآل الشيخ: علاقات الأردن والسعودية قوية ومواقفنا راسخة في الدفاع عن فلسطين  رئيسا بلديتي الشوبك وعين الباشا يرفضان دعوة لزيارة ايران بجهود من رئيس بلدية الشوبك وأعضاء المجلس...الاعلان عن باقة من المشاريع في لواء الشوبك الرئيس العراقي يلتقي الرئيس أحمد الصفدي في مجلس النواب...صور الميثاق الوطني  يزور عددا من مؤسسات المجتمع المحلي في محافظة البلقاء  وزير الخارجية الصفدي: حذرنا من أن نتنياهو سيحاول أن يفتعل مواجهة مع إيران ليجر ‎الولايات المتحدة والغرب إلى حرب إقليمية الميثاق الوطني يؤكد دعمه للموقف الأردني تجاه ما تشهده المنطقة من تصعيد وتوتر البوتاس العربية" تهنىء جلالة الملك وولي العهد بمناسبة عيد الفطر السعيد  اعلام إسرائيلي: شعور بأن نتنياهو يخمد الحرب، ولا ينوي الوفاء بتعهداته في "القضاء على حماس"... الطويل يتفقد أيتام مخيم البقعة ويقدم كسوة العيد ومنحة الطالب المتميز اختتام بطولة الميثاق الوطني الرمضانية  في محافظة اربد 

القسم : حوارات وتحليلات
الملاحمه يكتب...الشيخ كايد مفلح العبيدات .. شهيد أرض البطولات
الملاحمه يكتب...الشيخ كايد مفلح العبيدات .. شهيد أرض البطولات
الملاحمه يكتب...الشيخ كايد مفلح العبيدات .. شهيد أرض البطولات
نشر بتاريخ : Sun, 11 Sep 2022 04:30:21 GMT
الشيخ كايد مفلح العبيدات .. شهيد أرض البطولات 

 ناطق نيوز-بقلم: عوض ضيف الله الملاحمه 
(( الجزء الثاني ٢/٢ )) 

بالنسبة للشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات لم يكن له موقفاً من الثورة العربية الكبرى . فقد كانت منطقة الشمال الأردني محايدة ، لان الهدف الإستراتيجي تمثل في تحرير منطقة الجنوب ، ثم التوجة الى منطقة حوران ، والدخول الى منطقة دمشق . لذلك منطقة الشمال كانت ساقطة عسكرياً ، لأنها قريبة من فلسطين ، وعليه كانت العلاقة مبنية من خلال شخصيات في الشمال لهم علاقة بالجيش الفيصلي ، او جيش الثورة العربية الكبرى الذي بدأ في عام ١٩١٧ . بدأ التواصل الجيد عام ١٩١٩ ، وتعزز عام ١٩٢٠ عندما تُوِّج الملك فيصل ملكاً على سوريا الكبرى . وكان الملك فيصل يقول للشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات : (( منطقة عجلون أمانة في عنقك ))  . وقال له أيضاً : (( انه يرى ان هذه الدولة الفتية لن يُسمح لها حتى بالحبو ، لأن المؤمرة كبيرة ، والمؤمرة ستصل ليس الى منطقة بلاد الشام لوحدها ، بل ستصل الى العراق والهلال الخصيب )) . كان هناك وعياً بحجم المؤامرة وخطورتها ، وأنها ستفضي الى تقسيم  بلاد الشام . كان الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات على علاقة مع اللواء / علي خلقي الشرايري ، حيث اتفقا ومعهما / أحمد مريود ، ومحمود الفاعور ،  على ان يجمع الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات (( ١٢٠ )) مجاهداً ليشتركوا في ثورة الجولان عام ١٩٢٠ ، وذلك لمنع الحلف الفرنسي البريطاني من تقسيم بلاد الشام . 

كان للشهيد الشيخ/ كايد مفلح العبيدات مكانة كبيرة بين أهله وأقاربه ، والتف حوله العديد من المجاهدين ، ووضعوا الإستراتيجيات والخطط اللازمة للمقاومة . وكان يفكر بأن الإنسان يجب ان يعيش على أرضه بكرامة وعزّة ، لكن يد الغدر طالته عن طريق طائرة قصفته هو ومجموعة من الثوار ، وهم يجاهدون على أرض فلسطين ، دفاعاً عنها ، بمهاجمة العصابات الصهيونية والقوات البريطانية ، في أول هجمة من ثوار أردنيين على ثرى فلسطين الطهور ، فإستشهد في منطقة تل الثعالب في فلسطين . 

كان لدى الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات رؤية واضحة انه لا بد من خوض معركة لإثبات اننا لسنا أمة ساكنة ، بل أمة تستطيع ان تقاوم وتجاهد ، فجمع شيوخ عشائر العبيدات ، وخاطبهم : بأن قدرنا ان نجاهد ، وأجمعت عليه شيوخ العشائر بالكامل . وإنتقل الى عدة مناطق ، وتم الإتفاق مع / ناجي العزام ، وعقدوا مؤتمراً في قُمّْ ، وتم تكليف الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات بأن يقود المعركة ، بإعتبار ان الأغلبية من المجاهدين من منطقة بني كنانة . وفعلاً تحركوا من كفر سوم ، ووصلوا الى منطقة أم الثعالب في فلسطين . وتمكنوا من السيطرة على بعض المناطق ، وكانت الخطة ان يستسلم الجنود البريطانيين المحاصرين ، ويتم الإستيلاء على أسلحتهم وإستخدامها لمهاجمة المستوطنات البريطانية . لكن المفاجآت كانت تختلف عن التوقعات ، حيث كانت الوثائق البريطانية تقول بان الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات قد أسقط طائرة بريطانية وجرح الطيار ، ولهذا حسم الجيش البريطاني المعركة بقصف الثوار بطائرة بريطانية أدت لإستشهاده ومعه عدداً من الثوار ، نتيجة عدم التكافؤ بين الثوار والعصابات الصهيونية المدعومة من الجيش البريطاني . وودعت نساء كفرسوم الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات ، (( بالمعيد))  :- 
ما حضرتن يوم سمخ يا بنات / لو حضرتن كان جيتن فازعات .
طيارة بوسط السما يا حيفي / ضربت ع كايد على لمع السيفِ .
طيارة وسط السما طيارة / ضربت ع كايد يوم قاد الغارة . 
بكلمات (( المعيد )) المذكورة أعلاه ودعت نساء كفرسوم شيخهن الشهيد . شيخهن الذي كان أحد أركان قضاء عجلون (( محافظتي إربد وعجلون اليوم )) . الذي كان يبلغ من العمر لحظة إستشهاده (( ٥٢ )) عاماً . كان الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات قد قاد مجموعة مسلحة تجمعت صباحاً في المخيبة قُرب الحمّه الأردنية ، وعبرت نهر اليرموك ، بعد ان قسّمها القائد الى خمس مجموعات ، في شكل مثلث ، لكل مجموعة مهمة ، قاصدة معسكر الإنجليز ، ومحطة القطار ، ومستوطنات الصهاينة في منطقة سمخ ، على الشاطيء الجنوبي لبحيرة طبريا ، لتلتقي هناك بقوات من فلسطين ، على رأسها / عبدالله الفاهوم ، ومحمود شتيوي ، فينغلق بذلك فكّي الكماشة على العدو . وكان التنسيق مع أحد الضباط العرب الملازم أول / محمد الهندي ، في المعسكر الإنجليزي ، لِيُسلّم المعسكر دون إطلاق نار . وأن تأخذ مجموعة الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات الأسلحة والعتاد لتستكمل خطتها الهجومية . لكن إشتباكاً مسلحاً وقع في المعسكر على غير المتوقع ، وإشتبكت المجموعة مع جنود وفرسان هنود ، وجاءتهم تعزيزات سريعة بالطائرات وقوات إضافية من طبريا . أمام هذه المفاجأة ، والتعزيزات ، والطائرات ، وعدم التكافؤ في القوة ، قرر الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات الإنسحاب ، لكنه إفتقد المجموعة التي كان يقودها إبنه / تركي ، وفيها أحد أهم فرسان القوة الفارس / عبدالرحمن العبويني ، الملقب (( بالأقرع )) ، فخشي الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات ان تستفرد التعزيزات بهذه المجموعة ، فعاد لنجدتها ، وفي تلك العودة ، رصدته طائرة إنجليزية ، ورشقته بنيرانها الرشاشة ، فإستشهد . وبلغ عدد الشهداء من قبيلة العبيدات في هذه المعركة (( ٤ )) أربعة شهداء هم : ١ )) الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات ، ٢ )) والشهيد / فندي المفلح العبيدات ، ٣ )) والشهيد / فندي القفطان العبيدات ، ٤ )) والشهيد / سلطان الجبر المفلح العبيدات ، الذي تم إخلائه من أرض المعركة الى سحم الكفارات ، وهو مصاب بجروحٍ بليغة ، إستشهد على أثرها ، وإستعادت مجموعة من درعا جثامين الشهداء ، وشيعوا في كفر سوم في اليوم التالي . وحضر الجنازات قادة ، وشيوخ ، ووفود مثلوا جميع نواحي عجلون ، وحوران ، والجولان . وللتصحيح فإن الشهيد الشيخ / كايد مفلح العبيدات لم يكن أول شهيد على تراب فلسطين الطهور ، بل سبقه الى الشهادة — لكن بنفس المعركة - سبقه للشهادة شقيقة / فندي مفلح ، وقريبه / فندي القفطان ، ثم إستشهد شيخنا / كايد مفلح العبيدات وتلاه إبن أخيه / سلطان الجبر  المفلح ، المذكورة أسمائهم  أعلاه ، عليهم رحمة الله جميعاً . 

القراء الكرام ، ألم تلاحظوا معي حجم التضحيات ، التي قدمها الأردنيون الأوائل ، على المستويين الوطني والقومي . أليسوا رجالاً ، كِباراً شجعاناً !؟ نماذج مثالية في الشجاعة ، والإقدام ، والرجولة ، والعطاء للوطن وللعروبة . ونبخل عليهم بذكر تاريخهم المجيد !؟ لتدركوا حجم إستهدافهم ، وطمس بطولاتهم ، لتقتنع الأجيال بأننا بدون تاريخ . وليقنعوا المتخاذلين منّا بأننا لسنا أكثر من بدوٍ رُحّل ، نتنازع على الحمى ، والكلأ والماء . وما يزيدني قهراً إستسلامنا ، وإقرارنا بما فبركوا علينا زوراً وبهتاناً .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر