وتخبر هذه المرأة التي وصلت إلى فرنسا في السابعة عشرة من العمر وهي اليوم في عامها الحادي والثلاثين «طلب مني أن أتبع سيدة إلى غرفة معينة وألبسوني رداء تقليديا. ولم يخبرني أحد بما سيحصل وأمسكوني برجلي وذراعي وأُخضعت للختان».
وتؤكد ديارياتو التي أطلقت حملة وقائية تحت اسم «فلنتكلم عن الختان!» أن «صرخة الختان هي صرخة وجع لا ننساها في حياتنا».
وكانت «العادة» تقضي بختان الإناث في بلدتها في تلك الفترة.
وتقول الشابة التي لم تدرك ما حصل لها إلا بعد وقت طويل «لم يكن الأمر طبيعيا في حال لم تكن الفتاة مختونة».
وفي العام 2016، أحصت هيئة الأمم المتحدة للمرأة 200 مليون فتاة وامرأة تعرضن لنوع من أنواع تشويه الأعضاء التناسلية في البلدان الأكثر تأثرا بهذه الظاهرة وهي وفي فرنسا حيث الختان محظور قانونا، يقدر عدد النساء اللواتي وقعن ضحية هذه الممارسات بـ 60 ألفا، وفق شبكة الجمعيات «إكسيزيون، بارلونزان!» التي أطلقت حملة وموقعا إلكترونيا لرفع الوعي إزاء هذه المسألة في أوساط الفتيات اللواتي يمضين عطل الصيف في بلدهن الأم حيث الختان سائد، مثل السنغال ومالي ومصر وغينيا وساحل العاج.
وتحذر ديارياتو «قد تكون العائلة عصرية ومستقلة لكنها عندما تعود إلى افريقيا تخضع لثقل التقاليد والضغوطات العائلية. ولا تستغرق عملية ختان الإناث أكثر من 10 دقائق غير أن الصدمة تبقى محفورة في الذاكرة مدى الحياة»، معربة عن قلقها إزاء اصطحاب ابنتها البالغة من العمر 18 شهرا إلى غينيا.
زوجت ديارياتو لاه إلى رجل له زوجات عدة يكبرها بثلاثين سنة عندما كانت في الثالثة عشرة من العمر وهي غادرت بلدها لتلتحق بزوجها الذي بالكاد تعرفه إلى هولندا. وتخبر ديارياتو التي تعرضت لعنف زوجي وضرب وإهانات وعزلة «لم أكن أعرف شيئا عن الزواج في الرابعة عشرة من العمر غير ما قرأته في الروايات. ولم أكن مستعدة لشيء والمسائل الجنسية كانت من المحرمات بالنسبة لي».
وعندما بلغت السابعة عشرة انتقل الزوجان للعيش بالقرب من باريس. وهي غالبا ما كانت تترك لوحدها من دون مال في حين كان زوجها مع زوجاته الأخريات.
وتروي الشابة «لم أكن أتكلم الفرنسية ولم آخذ يوما المترو ولم تكن لدي أوراق وكنت مقطوعة عن العالم».
وفي إحدى الليالي، بعد أربع سنوات من الزواج بدت لها «أربعين عاما»، شاهدت برنامجا عن ضحايا العنف الزوجي مع نساء يدلين بشهاداتهن ودونت ما يلزمها من معلومات.
وتولت رعايتها الهيئة الاجتماعية للطفولة ونقلت إلى ملجأ للعمال الشباب حيث تعلمت الفرنسية وتتبعت وضعها جمعية وعالمة نفس.
وتقر ديارياتو التي تعمل في جمعية فرنسية تساعد المهمشين والنساء الضعيفات «أنقذتني شهادة امرأة. وهذا ما أريد فعله بدوري».
وديارياتو التي لديها طفلة اليوم تقول إنها سامحت وارتاحت، كاشفة «أنا ضحية لكن عائلتي، مثل الكثير من العائلات الأفريقية، ورثت هذه التقاليد.
ولا بد من القضاء على جذور آفة الختان والزواج القسري واللجوء إلى التثقيف لكسر دوامة الجهل وتوفير خيارات للأجيال المقبلة».
وترغب الشابة التي نشرت كتابا سنة 2006 تحت عنوان «سرقوا مني طفولتي»، في إشراك المزيد من الرجال في الحملات المقبلة لمكافحة الختان.