خيار التعايش والسلام
ناطق نيوز-كتب الدكتور جعفر عايد المعايطة
ان الوجه الآخر للاحتجاجات الشعبية في الأردن الرافضة غطرسة شخص نتنياهو ضد الأبرياء في فلسطين، وكذلك تنديد الوقفات الحزبية والتنديدات النقابيّة الشاجبة لنفس سلوك نتنياهو الدامي، ولا سيما رفض اصحاب الولاية الرسمية المتمثلة بشخص سيد البلاد ولي مؤسسة العرش الشامخة، والحكومة الموقرة، حتى البرلمان الوطني كلها تنادي بضبط النفس والعودة الى خيار السلام .
إلى المتابع الأجنبي والعربي ليس السلام المعني بأمن سماء وتراب المملكة الأردنية الهاشمية، كلا؛ والف كلا، فالأردن بقيادته وجيشه واجهزته الأمنية وشعبه العملاق تجيد احلال السلام الوطني المفدي بالنجيع، لكن السلام الذي ينادي به سيد البلاد هو سلام الشعوب وسلام الإنسانية، السلام الأخلاقي والسلام البريء الأبيض سلام التعايش في المنطقة، بل في العآلم اجمع، ولا يفوتني ان جلالة سيد البلاد هو صانع السلام العالمي بشهادة حصول جلالة الملك المفدى على جائزة "ويستفاليا للسلام" في مدينة مونستر الألمانية تقديرا لجهوده في إحلال السلام العالمي ذلك بتاريخ ٨ / ١١ / ٢٠١٦، عطفا على حصوله (سيد البلاد المفدى) تشاركا مع جلالة الملكة رانيا ام الأردنيين على جائزة "صانع السلام" من منظمة بذور السلام الأمريكية بتاريخ ٨ / ٥ / ٢٠٠٧ تقديرا لدعم جلالتيهما ثقافة السلام .
حيث حذر تقرير اعدته المحللة الإخبارية إميلي ميليكين Emily Miliken من فقدان خيار السلام في المنطقة،
لا شك ان تصاعد ما ينادى به من حناجر آلاف المحتجين الأردنيين في شوارع وطرقات وغرف صالونات ومكاتب ونقابات العالم بأسره وليس في الأردن فحسب، انتقاداً لإدارة وسياسات شخصية نتنياهو الحاقده اثر اندلاع الحرب في غزة المهددة لخيار السلام في المنطقة بسبب تمادي هجمات جيش نتنياهو اللاأخلاقية واللاانسانية على المدنيين في الضفة الغربية وقطاع غزة .
مهما تعالت الهتافات الحسية والمعنوية الشفوية الخطابية او المكتوبة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومهما قست المفردات وتطاولت العبارات وتفردت الشعارات فالسلام والمفاوضات هي الحل .
لم يكن هذا السلوك السياسي المؤيد للسلام تطورا مفاجئا وحدثاً صاعقاً، بل هو ردة فعل طبيعية تؤازرها شوارع لندن وناس برلين وصحافة بوسطن ونقابات باريس وحتى شعب دولة الاحتلال يبررها النظر إلى معاناة شعب إنساني بغض النظر عن الجنسية والعرقية والدينية يتعرض للإبادة الجماعية .
نعم ان المنطقة تتقلب وتربض على نابض برميل موقوت من البارود، وإذا ما فلت النابض (لا قدر الله)….؟ وهذا النابض بيد نتنياهو .
على نتنياهو ان يستقيظ من سباته وغفلته وغفوته والنظر إلى التطورات السريعة والمتلاحقة لابعاد ما يجري على الحدود الأردنية السورية شمالا والعراقية شرقا من مواجهات بين جيشنا الباسل ومجموعات مسلحة وتحرشات ومحاولات بائسة ويائسة لتمرير وتهريب ما من شأنه تهديدا للسلام والاستقرار الإقليمي بكافة أشكاله في المنطقة، عطفاً على تحديات الامن القومي لدول المنطقة دون استثناء .
إنّ خيار حلول السلام يقطع الطريق على
توسع الاضطرابات ويفتح الطريق امام مرحلة تعايش جديدة في المنطقة، شأنه تجفيف منابع التهديدات المتطرفة من جهة وقطع الطريق على الجهات المرتبطة بتهريب الأسلحة والمخدرات، فضلا عن تجفيف الفراغ الشعبي في دولة الاحتلال .
وفي الوقت ذاته ينبغي على الجميع تهدئة الاضطرابات وان يتحمل نتنياهو منبر الكراهيه والتشدد ومسؤول التوتر المتصاعد في المنطقة،
أن المجتمع الدولي
لا شك ان المنطقة الان أمام خيارين الاول إنساني وأخلاقي وحقوقي والثاني خيار تطرف وكراهية وتحريض على الحرب والقتل والدم وشان الأخير تهديد الأمن والسلم الدولي .
لذا ركز جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل للضغط على دولة الاحتلال للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار وضمان إدخال المساعدات الإنسانية الى القطاع .