تحالف الميثاق الوطني وكتلة الاتحاد والتغيير يحصد غالبية مقاعد اتحاد الطلبة في مؤتة الوزير الأسبق نادر الظهيرات: نقدر عاليا توجيهات جلالة الملك لتحديد موعد إجراء الانتخابات النيابية الميثاق الوطني يرحب بتوجيهات جلالة الملك لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية الميثاق الوطني يعقد اجتماعه ال 55 يدين فشل المجتمع الدولي في منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة الدكتور جعفر المعايطة يكتب...رسالة إلى وطني المفدى  الشيخ فيصل الحمود: زيارة حضرة صاحب السمو الأمير التاريخية للاردن تعزز العلاقات الثنائية النموذجية بين البلدين الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في محافظة مادبا..أسماء رئيس مجلس النواب الصفدي مستذكر الراحل حابس المجالي: بصمات المشير المجالي وجيشنا العربي في حروب فلسطين ستبقى مجالا لفخرنا واعتزازنا..صور في الذكرى السنوية الأولى لوفاته: مضر بدران.. رجل دولة بمسيرة سياسية وأمنية حافلة أمير الكويت يبدأ زيارة دولة للأردن.. فماذا تعني زيارة “دولة”؟ جلالة الملك سيزور المستقلة للانتخاب لتوجيهها لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية. هذا موعد الانتخابات .. فما مصير الحكومة والبرلمان ؟  الميثاق الوطني يقيم ندوة حوارية سياسية   حول المرحلة المستقبلية للاحزاب  الرئيس الصفدي يرعى احتفال جامعة عجلون الوطنية بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية الدكتور جعفر المعايطة يكتب...خيار التعايش والسلام 

القسم : حوارات وتحليلات
الدكتور حسان ابو عرقوب يكتب.... التلقين مدمّر الأجيال
الدكتور حسان ابو عرقوب يكتب.... التلقين مدمّر الأجيال
نشر بتاريخ : Tue, 18 Sep 2018 06:38:21 GMT
ناطق نيوز-كتب د. حسان ابوعرقوب

عملية التلقين منهج يمارس في البيوت والمجالس والمدارس، وإنْ حاول البعض أن ينفي جود هذه الطريقة في التعليم إلا أنها هي المنهج السائد في مدارسنا، حتى وصل التلقين إلى الجامعات، التي هي مساحات حرة للتفكير، ومنارات للإبداع، ولا أبالغ إن قلت: قد وصل التلقين إلى الدراسات العليا، ولا ينبئك مثل خبير. وبمثل هذه الطريقة العقيمة من التدريس نقتل الإبداع والتجديد وحرية الفكر والنظر، وتصبح هذه الطريقة سلوكًا للإنسان بحيث يعتاد على أن يكون جزءًا من القطيع يمشي حيث يمشون، ويقف حيث يقفون، وربما عبّر الشاعر قديمًا عن هذه الحال بقوله:
وما أنا إلامن غزيّة إن غوت...غويتُ وإن ترشد غزية أرشد
وبهذا يتعصب الإنسان لما لقِّن ووجد نفسه عليه، فينتحر الإبداع وينتقل إلى رحمة الله تعالى. ولا يلبث الطالب (البصّيم) أن ينسى ما حفظه بمجرد خروجه من قاعة الامتحان، ولا يستفيد منه في دينه أو دنياه، فالحفظ لأجل الامتحان، وقد تمّ المقصود بنجاح، فهو علم يحفظ ولا ينتفع به.
من خلال هذه الطريقة فقدنا قدرتنا على التفكير النقدي، فنشأت أجيال لا تفكر بل تقبل كل ما تسمع، وهذه مشكلتنا مع وسائل التواصل الاجتماعي، فما عليك إلا أن تصدر إشاعة ما في إحدى وسائل التواصل، واترك الباقي على الناس، حيث ستنتشر بفضلهم هذه الإشاعة انتشار النار في الهشيم، دون أن تجد من يفكر في محتواها أو معناها ومدى انطباقها على الواقع.
وهذه الطريقة هي من أوجدت جيلا قبل ذلك يصدّق كل ما يسمع في التلفزيون أو الإذاعة أو الجرائد، أو حتى من جدّته، وظل كذلك حينا من الدهر حتى استطاع أن يميّز بين ما هو كلام استهلاكي لا معنى له سوى الاستعراض، وبين الحقيقة التي صار يسمعها من إذاعات وتلفزيونات أجنبية، ولا أدلّ على ذلك من قول غوّار في ضيعة تشرين: (حط الموجة على إذاعة لندن..خلينا نشوف شو في عنّا).
معنى التلقين أن تستسلم لما قُدّم إليك ووُضِع بين يديك، استسلام الميّت للمغسِّل يقلبه كيف يشاء، فلا يحقّ لك التفكير أو النظر، ويمنع عليك أن تُغيّر أو تُبدّل، فهذا هو العلم، وما وراءه جهل وظلام.
وهذا يفسر عدم قدرتنا على التفكير أو أخذ القرار المناسب فيما يَعرِض لنا، وصرنا نتّكل على غيرنا ليفكّرعنا ونستشيره في كل صغيرة وكبيرة؛ لعدم وجود الثقة في النفس، وهذا على مستوى الأفراد والحكومات.
وكخطوة لإثبات الذات المفقودة، والبعيدة عن روح النقد والإبداع، تجد أحدنا يتكلم طول الوقت، ويسمّع ما (بصمه) ليقال عنه: إنه عالم ومتكلم، وهو لا يعي ولا يفهم نصف أو أغلب ما يتحدث به. ولهذا صارت الثرثرة سمة غالبة علينا، حيث تجد كل من حولك يتكلم لكن لا أحد يسمع أحدا. الكل يتكلم في كل شي وأي شيء، ولا أحد يسمع، ولا أحد يفهم، فالكلام هو الغاية والوسيلة، ووجوده كالعدم لا فائدة منه، لذلك كم هي المجالس- التي كانت سابقا مدارس- لا فائدة فيها ولا منفعة، إنما هو كلام يحاول صاحبه أن يستعرض بطولاته المزيفة الموهومة كالأخ العزيز دون كيشوت الذي صارع طواحين الهواء. والمشلكة أن أحدهم يستشهدك على واقعة لم تحضرْها ولم تشهدْها، فتقع بين نارين: إما أن تصمت تأكيدا على كذبته وروايته الخرافية، أو أن تقول له: لم أكن هناك، فيعتبرُ ذلك تشكيكا منك بروايته وكلامه، فيقاطعك أبد الدهر، وإنْ التزمتَ هذا الطريق، لن تجد لك صاحبا. 

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر