ناطق نيوز- كتب الأستاذ الدكتور سليمان الدقور
حتى يفهم من لم يفهم منهم !!!
الشعب الأردني متدين بفطرته الصافية، وبثقافته الأصيلة التي يغذيها الانفتاح الديني، والتوجيه الثقافي الإسلامي الأصيل.
وقد مرّت عليه مواقف كثيرة ومتعددة من لقاءات ونشاطات فكرية تناقش أخطر القضايا وأكثرها جدلا ولم يحصل أن اعترض أحد ، ولم يُمنع أي نشاط أو لقاء، بل كلنا يعلم أن قيم المواطنة التي تجمع أبناءه جميعا سمحت بالتعددية الفكرية والدينية ، حيث يمارس فيه كل أصحاب الديانات عباداتهم وطقوسهم دون أي اعتراض أوتدخل، فقد حرص الجميع على احترام رأي الآخرين وعدم المساس بثوابتهم وقيمهم، وكل من كان يتجاوز أو يتعدى كان الجميع يقف في وجهه حفاظا على نسيجنا الاجتماعي والقيمي المتماسك .
وتاريخنا السابق يؤكد أنه لو أقيم أي مؤتمر أو ملتقى فكري يناقش أي معتقد من المعتقدات حتى لو كان يناقش فكرة ثبوت القرآن وأحقية الإسلام، فلا أحد يعترض، فنحن نؤمن أن مثل هذه النقاشات تكشف قوة الحق وتبين زيف الباطل .
لكنه لا أحد يقبل عقد لقاءات أو مؤتمرات مستفزة لمشاعر المسلمين وتمس ثوابتهم وقيمهم، ويأتي أصحابها أو المشاركون فيها أو القائمون عليها بألفاظ وإعلانات وطريقة مستفزة مستنفرة تحمل قدرا كبيرا من التطرف الفكري، والاعتداء الصريح العلني الذي يحمل أوصافا مسيئة، لا تساؤلات فكرية منهجية علمية، مما يخشى فيه على زيادة التطرف والإرهاب الفكري الذي يجذره أصحاب هذه التوجهات في نفوس الشباب وأبناء المجتمع ، الأمر الذي يقتضي حينها تدخل جميع العقلاء المسؤلين لإيقاف هذه النشاطات التي تهدم ولا تبني، ولا يحق لأحد أن يعد ذلك قمعا فكريا، إنما ذلك تنظيم للحريات بما يحفظ المجتمع وتماسك نسيجه.
وأنا على يقين لو أن نشاط "مؤمنون بلا حدود" اقتصر على إقامة الفعالية بكل حياد فكري من خلال اختيار عناوين وعبارات تناسب سياق المجتمع وثقافته، ماكان ليعترض أحد ، ولبقي الأمر في إطار الحوار الفكري والنقاش الثقافي .