السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج  عاجل...نقل وزير الأمن القومي الاسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد انقلاب سيارته في الرملة إعلام عبري يعلن عن حدث صعب للغاية على حدود لبنان...تفاصيل تحالف الميثاق الوطني وكتلة الاتحاد والتغيير يحصد غالبية مقاعد اتحاد الطلبة في مؤتة الوزير الأسبق نادر الظهيرات: نقدر عاليا توجيهات جلالة الملك لتحديد موعد إجراء الانتخابات النيابية الميثاق الوطني يرحب بتوجيهات جلالة الملك لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية الميثاق الوطني يعقد اجتماعه ال 55 يدين فشل المجتمع الدولي في منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة الدكتور جعفر المعايطة يكتب...رسالة إلى وطني المفدى  الشيخ فيصل الحمود: زيارة حضرة صاحب السمو الأمير التاريخية للاردن تعزز العلاقات الثنائية النموذجية بين البلدين الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في محافظة مادبا..أسماء رئيس مجلس النواب الصفدي مستذكر الراحل حابس المجالي: بصمات المشير المجالي وجيشنا العربي في حروب فلسطين ستبقى مجالا لفخرنا واعتزازنا..صور في الذكرى السنوية الأولى لوفاته: مضر بدران.. رجل دولة بمسيرة سياسية وأمنية حافلة أمير الكويت يبدأ زيارة دولة للأردن.. فماذا تعني زيارة “دولة”؟ جلالة الملك سيزور المستقلة للانتخاب لتوجيهها لتحديد موعد لإجراء الانتخابات النيابية. هذا موعد الانتخابات .. فما مصير الحكومة والبرلمان ؟ 

القسم : حوارات وتحليلات
إلتَلّْ إخْتَلّْ .. بَعد .. وَصفي ألتَلّْ وَصْفٌ .. لِ .. وَصْفي
إلتَلّْ إخْتَلّْ .. بَعد .. وَصفي ألتَلّْ  وَصْفٌ .. لِ .. وَصْفي
نشر بتاريخ : Sun, 24 Nov 2019 05:48:44 GMT

ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه 

كل شعب من شعوب العالم له رموز وطنية ، يتفق عليها الجميع ، يبقون في الذاكرة ، يستعصون على النسيان ، لِما قَدّْموا لوطنهم من تضحيات ، وإنجازات ،  ولِما أثبتوا من تميز في انتمائهم ، وإستقامة نهجهم ،  وعطائهم لأوطانهم .

 إستشهد وصفي التل عليه رحمة الله ورضوانه بتاريخ  ١٩٧١/١١/٢٨ ، ورغم مرور   ما يقارب النصف قرن على إستشهاد الرمز الوطني ، الأردني ، الأبدي ، المتفرد ، الأوحد  ، لم ينسَ الاردنيون ، ولن ينسوا وصفي التل ، لا بل ، كلما مَرَّ الزمن ، وإدلهمت الخطوب ، وواجه الأردن ، مصاعب ومخاطر وتهديدات ، ودمار ، وتراجع ، زاد تَعلُّق الاردنيين بشخصية وصفي التل ، يتمنون لو يعود ، ويرفع عنهم الحيف ، والظلم ، والضيم ، والقهر ، والضياع ، والفقر ، والعوز ، وضياع المقدرات ، ونهب وسلب كل موجودات وأصول الوطن  .. وهنا لابد من سؤال يفرض نفسه ، لماذا هذا التَعلُّق ، وهذه الرمزية ، لهذه الشخصية !؟ الإجابة الكاملة الشاملة لهذا السؤال تستوجب ذكر وتوصيف الإنحدار الذي وصل اليه الوطن منذ فقدنا وصفي التل ، الإجابة تستوجب بيان ضعف اداء رؤساء الوزارات ، وتبعيتهم ، وانقيادهم ، وإهتمامهم فقط بمكتسباتهم الشخصية  ، وليذهب الوطن ومواطنيه الى الجحيم ، وها نحن في جحيم فعلي ، ضاع فيه الوطن ، وضاعت هيبته ، وضاعت كل مقدراته ، وفقد استقلاله ، ونهبت أثمان كل موجوداته  ، فأصبحت الخزينة خاوية ، وجيوب الفاسدين وحساباتهم مُتخمة ، والفقر ينهش ، والجوع يطغى ، والعوز يسود ، فاختفت الطبقة الوسطى ، صمام أمان ومؤشر صحة الاقتصاد ، وسِتر احوال الناس ، وابعادهم عن العوز والسؤال .

أيام وصفي التل ، كان الكل مَسْتور ، والوطن مهيوب ، وكرامة المواطن مُصانة . استمعت الى تسجيل لوصفي في لقاء مع مزارعين وإعلاميين ، تفاجأت عندما سمى وصفي  العديد من قطع الاراضي في العديد من محافظات المملكة باسماء مالكيها ، وعَتَبه على فلان ، وفلان ، وفلان ، لانهم لم يعملوا جدران إستنادية لحفظ تربة أراضيهم من الإنجراف ، كما تحدث عن الأنواع التي زرعها فلان ، وفلان ، وبيّن الخطأ الذي ارتكبوه .

 مازالوا يذكرون وصفي التل ، لاستقامته ، لكفائته ، لإنتمائه ، لرجولته ، لهيبته ، لوقاره ، لِعِفَتِه ، لبساطته ، يذكرونه لانه الوحيد في تاريخ الأردن  من إنتزع الولاية انتزاعاً تاماً ، كاملاً ، وطبّقها ، ومارسها  ، وهو صاحب القرار كرئيس وزراء مارس صلاحياته وفق الدستور على كل السلطات ، دون ان يسمح بتدخل أحد ، ودون مجاملة لأحد ، ولا يليق بوصفي التل ان نقول انه لم يكن يخشى أحداً ، ولَم يجامل أحداً ،  بل نَقول انه لم يَعبأ بأحد ، نعم لم يعبأ بأحد ، حيث كان نبراسه ، وهديه ، وهدفه الوحيد  رِفعة الأردن والحفاظ على مقدراته ، والإرتقاء به وخدمة ابنائه والمحافظة على سيادته ، وصون عزته . يبكيه الاردنيون لانه كان يعرف كل تفاصيل الوطن ، يهتم بكل شؤون الوطن ، يراعي مصلحة كل الوطن ، وصون عزته .

 كلنا نفتقدك يا وصفي ، كلنا نبكيك يا وصفي .
يا وصفي كيف أصفك يا وصفي ، نحن في بلدك المنكوب المنهوب لا نُقَدِّس الاشخاص  ، لكن جرحنا ثخين ، ووطننا عبثت به الشياطين .
أنت شخص ، أنت إنسان ، لكن قيمك ومبادئك ملائكية مجبولة بعروبة أردنية فريدة .
كلنا أصبحنا أيتام يا وصفي بعد ان استفرد بنا واستباحنا اللئام . ليتك تقوم وتنهض ، لتنهض بنا ، ولِتَقتص لنا ، وتُعيدنا الى سابق عهدنا ، أعزاء ، كرماء ، وطناً ، ومواطنين . 

للتوضيح ثانية : نحن لا نُقدِّسُ الأشخاص .. نحن نحترم انتمائهم ، وعطائهم ، وعفتهم ، ونقائهم ، واستقامة نهجهم ،  ووفائهم للوطن ، فنرد الوفاء بوفاء ، نعم هذا هو ديدننا ، نقابل  الوفاء ، بوفاء  . وما نراه من تردٍ ، عند من ماثلوه في مسمى الموقع ، وخسئوا ان يشابهوه في قيمه ، وافعاله ، وانجازاته ، وانحيازه للوطن والمواطن ، يدفعنا لوفاءٍ أكثر ، وأغرب ، وأندر  ، ديمومة ، وثباتاً  .. لذلك تفرد في قلوب الأردنيين .. وسيبقى متفردًا في قلوب الأردنيين ، وسيبقى الرمز للعطاء ، والوفاء ، وكبرياء الوطن ، وعِزة المواطن .

جميع الحقوق محفوظة لموقع ناطق نيوز 2017-2019

لا مانع من الاقتباس او النقل شريطة ذكر المصدر