الأَسَدْ .. سَائِدْ
ناطق نيوز-بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
أنا لم ، ولن ، أكون قُطرياً او جِهوياً ، او فئوياً او عنصرياً ، ما حييت ، سأموت وأنا أفتخر ، وأتغنى ، وأُمجِّد ، قوميتي وعروبتي ، التي أفتخر بها ، وأنتمي اليها ، وقد دفعت في سبيلها ، وتأكيداً لإلتزامي بها ، أثماناً كبيرة ، غيّرت مجرى حياتي ، ولست نادماً ، ولن أندم ، بل أزداد فخراً . وتمت مساومتي لأجني أثماناً لكنني رفضت ، وأبيت ، وإحتضنتني ، وأعزتني ، وأكرمتني إمارات زايد الخير .
وطني الحبيب ، المنكوب ، بحكوماته ، والغالبية العظمى من رجالاته الذين تسنمو مواقع القرارات المصيرية العليا ، وطني حلقة رئيسية من حلقات إنتمائي . أما محافظاته فعزيزة على قلبي كلها ، ومواطنيه هم الأغلى ، والأنقى ، والأدوم للوطن ، في شموخه ، وإنتكاساته . أبناء بلدي ، الأردنيون الشرفاء ، الأنقياء ، المنتمون ، الشجعان ، البواسل ، في كل مواقعهم ، وأخص منهم منتسبي الجيش العربي ، الذي أعشق إسمه ، وكافة الأجهزة الأمنية ، هم تاج العز والفخار ، يُقدِّمون الأغلى ، المتمثل في حياتهم ، وأرواحهم ، ودمائهم رخيصة في سبيل نُصرة الوطن والدفاع عن حياضه .
الجندية شرف ، لا يدانيه شرف ، وعزة ، ورفعة ، وهي المهنة الأنقى ، والأرقى ، والأجود ، والأكرم .
الجندي الاردني سجل بطولات فردية نادرة ، وغريبة ، وعجيبة ، أذهلت كل جيوش العالم ، وخير مثال على التميز بالشهادة والرجولة والجسارة علينا ان نذكر : الشهيد الطيار /فراس العجلوني ، والشهيد الطيار / محمد ضيف الله الهباهبة ، والشهيد الطيار الذي قاوم النار/ معاذ صافي الكساسبة . هذه البطولات الفردية ، تجلت ، وظهرت ، حتى في الهزائم العربية ، وما أكثرها . وماذا عسى الجندي ان يفعل ، والعرب في حالة انهزامية على كافة المستويات !؟
الكرك ، كرك المجد والتاريخ ، والعزة ، والرجولة ، والجود ، والكرم حتى عندما يتطلب الكرم تقديم الروح والدم ، أبت الكرك ، وأبى الكركيّون ، ان تتسلل فئة ضالة ، مشوهة التفكير ، تسيرها تنظيمات فاسقة ، مارقة ، إرهابية ، داعشية ، الى قلعة الكرك الحصينة ، المحصنة ، المحمية برجالها ، فإنتخو ، وهبّو ، وأقسموا إلا ان يُخرجون الإرهابيين على ظهورهم ، منهم من إقتحم القلعة بسلاحه الفردي ، ومنهم من وزّع السلاح والعِتاد على الشرطة ، كما فعل النمر / نمر بركات نمر الضمور .
لكن الفئة الضالة ،الإرهابية غاب عنها ، ولم يعرفوا ان للقلعة ، أسدٌ ، هصور ، يحميها ، نعم للقلعة أسد ، قلباً ، وجرأة ، وإقداماً ، وشجاعة ، ورجولة ، إنه المِقدام ، المقدم (الذي رُقي الى رتبة عقيد) الشهيد / سائد محمود المعايطه . سائد ، الذي ساد ، إسمه وانتشر واتصف بالشجاعة والرجولة والإقدام ، كان مُجازاً ، وفي عمان ، وبمجرد ان علم بدخول الإرهابيين قلعته ، وقلعة صلاح الدين ، أبى الا ان يبقيها ، شامخة ، لا يتسلل اليها رديء ، جبان ، خسيس ، ثعلب ، مخادع ، ماكر ، إنطلق كالسهم ، والتحق بعمله ، وإقتحم القلعة ، وبمساعدة ، ومساندة المواطنين الكركية الرجال ، قتلوا ، وأبادوا ، وأخرجوا المعتدين على ظهورهم ، فبرّوا بقسمهم . لكن الأسد ، أسد القلعة سائد ، إرتقى ، في عليين ، مع الأنبياء ، والشهداء ، والصديقين ، وهذه هي مرتبته ، وهذه هي مكانته .
هُرع بأسد القلعة سائد الى المستشفى ، وأدخله الأطباء الى غرفة العمليات ، وبعد هنيهة ، خرج الطبيب الى الجمع الغفير في المستشفى ، وقال لهم : ( مبروك ، كل رصاصات الغدر في الصدر ..) نعم مبروك لأهل الأسد سائد ، مبروك لقبيلة المعايطه ، مبروك لكرك الشموخ ، مبروك لقواتنا المسلحة ، جيشنا العربي ، مبروك لكل محافظات الوطن الحبيب ، مبروك لكل الأردن الغالي ، مبروك لكل من يسري بجسده دم العروبة ، مبروك لكل شريف ، مبروك لكل من لم يسرق الوطن ، مبروك لكل من لم يبع مقدرات الوطن ، مبروك لكل شرفاء الأردن ، ان كل رصاصات الغدر ، والخيانة ، والتخلف ، في صدر الأسد الهصور سائد ، ولم تكن ولا طلقة في الظهر ، لقد تسيّدت القلوب يا سائد ، انت ورفاقك في الشهادة كلهم ، ولا ننسى الشهيد البطل معاذ صافي الكساسبة ، والشهيد البطل المِقدام راشد حسين الزيود ، وغيرهم وهم كُثر .
لاحظوا معي ما يتميز به جيشنا العربي ان القادة يستشهدون قبل جنودهم . هذه سُنة ، وديدن الأبطال الشجعان ، لا يختبؤون خلف جنودهم ، بل يسبقونهم للإقدام والإستشهاد .
أشعر ان الكلمات لا توفيك حقك يا سائد .. ماذا أقول .. سأكتفي بانك شهيد .. وعن رب العزة لست ببعيد . لن أدعو وأتمنى ان تكون في جنان الخلد لانك تسكنها الآن .