تخيبت الآمال الأردنية في اكسبو 2020 وتحققت في مهرجان الزيتون
ناطق نيوز- خاص- في الوقت الذي تحطمت فيه الآمال الأردنية، وتخيبت في معرض اكسبو 2020 المقام في دبي، وما رافق الجناح الأردني من انتقادات لاذعة نتيجة تردي التحضيرات، وتداول فيديوهات هزيلة ملوثة بمعلومات مغلوطة عن الدولة الأردنية، وهي تحتفل بمئويتها الأولى، ودخولها المئوية الثانية، ونتيجة سوء التنظيم وعدم القدرة على تحقيق أدنى درجات النجاح، فإن الآمال ربما عادت من جديد لتتحقق في مهرجان الزيتون.
إن مهرجان الزيتون الأردني الذي تقيمه وزارة الزراعة سنويا وبرعاية ملكية سامية، جاء تنظيمه هذا العام بظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا التي منعت إقامته العام الماضي 2020، والإجراءات التي رافقت تنظيم المهرجان لهذا العام تشير إلى أن لدينا كفاءات وطنية على مستوى المؤسسات والأفراد لتنظيم وتنفيذ كل ما يبعث فينا الأمل ويحقق التطوير والتحديث لوطننا العزيز، إذا ما كان لدينا إرادة حقيقة لا مجرد شعارات وعرض "داتشو" وأوهام يسوقها علينا البعض لنكتشف بعد سنوات أنها من وحي الخيال، وأنها مجرد أكاذيب أضعنا وقتنا عليها.
في مهرجان الزيتون المقام ضمن حرم "مكة مول" نجد التنظيم الكبير والمحترف من قبل وزارة الزراعة، وإجراءات احترافية متماشية مع البرتكول الصحي المعد من قبل الجهات المختصة في ظل الجائحة، فالتباعد بين الناس قائم، لأن المكان الذي تم تخصيصه مدروس بعناية فائقة، يتسع لأعداد كبيرة، ولا حاجة للازدحامات.
أما الجمعيات والأفراد ممن يعرضون بضائعهم ملتزمون في مواقعهم ويسهلون على الزوار حركتهم داخل المهرجان، فضلا عن رائحة الشيح والزعتر والقيسوم التي تفوح من وجوه العاملين الذين يسوقون منتجاتهم الأردنية ذات الجودة العالية ليسطروا الفرح والابتسامة في وجوه الزوار لأنهم يملكون ثقافة الإنتاج ولا وقت لهم ليمضونه على مواقع التواصل الاجتماعي وتبادل الإشاعات التي ألحقت الضرر بوطنهم، فهذا آخر هم المنتجين من أبناء الوطن.
أما الزوار، فالسعادة تغمر قلوبهم والروح تعود إليهم، وهم يتسوقون منتجات وطنية بامتياز دون البحث عبر بيانات السلعة المعروضة عن بلد المنشأ، فهذه سلع أردنية أنتجتها أيادي وطنية طاهرة مباركة.
الكل فرح داخل مهرجان الزيتون، يصطحبون معهم الأهل والأطفال والأصدقاء ليتعرفوا على وطن يستطيع أهله الإنتاج إذا ما تحققت الإرادة الرسمية والشعبية.
لا تكاد تسمع ارتفاعا لأصوات الناس بالرغم من آلاف الزوار، ولا تسمع صوتا لمن يبيع كما نسمعه في جميع الأسواق الأردنية، خارج معرض الزيتون، ولا تسمع شتما أو ذما أو تحقيرا، أو مشاجرة هنا أو هناك بسبب اصطفاف سيارة أو ما شابه ذلك، فالكل قادم للمهرجان يبحث عن ساعات قليلة من الفرح والسعادة والانبساط بالزيت والزيتون والزعتر والرمان، والمناقيش والألبان والأجبان التي أنتجتها أيادي تؤمن بالحياة والحب والعطاء.
شكرا لوزارة الزراعة ممثلة بمعالي المهندس خالد الحنيفات، وشكرا للقائمين على المهرجان، وشكرا للأيادي النظيفة التي أطعمتنا مما ننتج، وشكرا للزوار الذين يعكسون صورة الأردنيين الحقيقية لا المصطنعة التي تزعجنا وتزعج وطننا، وتزعج "كوهين"الذي يبث سمومه ويتلقاه مع الأسف بعض أبناء الوطن بالترويج لها على أنه مُسلمٌ بها.
نريد من وزارة "الزراعة" ومن وزيرها المهندس خالد الحنيفات إقامة معرض دائم على مدار العام، تُعرض فيها كل منتجاتنا الزراعية والصناعية الأردنية فحقنا أن نأكل مما نزرع ومما نصنع لا مما نستورد فقط.