الدكتور ذيب القرالة يكتب...عناصر القوة.. الأردن نموذجا
ناطق نيوز-كتب د. ذيب القراله تؤكد الادبيات والنظريات السياسية ان عناصر القوة الشاملة للدولة هي (القدرات الاقتصادية والعسكرية والثقافية والموارد الطبيعية والسكان والموقع الجغرافي ،، الخ) وان هذه العناصر هي التي تحدد توجهات الدول وسياساتها ومواقفها وردود افعالها وتمنحها عوامل القوة او الضعف، فيما يعتبر جوهر الفكر الاستراتيجي ان امتلاك (الإرادة) هو المعيار الاول والاخير والاهم للنصر او الهزيمة في اية مواجهة سواء كانت سياسية او عسكرية او فكرية.واذا ما اسقطنا مضامين تلك النظريات على مواقف الاردن مما يجري في غزة منذ ما يزيد على 100 يوم نجد ان الاردن امتلك (إرادة) فولاذية في وقوفه مع الشعب الفلسطيني، وضد العدوان الهمجي الاسرائيلي، على الرغم من صعوبة اوضاعه الاقتصادية ، وتواضع امكانات (عناصر القوة الشاملة) لديه،، مقارنة مع العديد من الدول العربية والاقليمية، وهو الامر الذي يستحق التوقف عنده بعمق بهدف دراسته والخروج مستقبلا ببعض (الدروس المستفادة)وبامكان المراقب ان يرصد – بكل سهولة – في كل يوم من ايام (حرب الابادة) التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة ، موقفا اردنيا (صلبا ) يصعب تفسيرة على الكثيرين ،، الذين لا يرون في الاردن الا تلك الدولة (التي تدور في الفلك الامريكي وتتلقى المعونة من واشنطن) وتحاول قدر الامكان ان تنأى بنفسها عما يدور في الاقليم حرصا على (كسب رضا) جميع الاطراف ، حتى وان تعارضت مواقفهم مع قناعاتها واحيانا مصالحها.منذ الايام الاولى للعدوان على غزة (انتفض) الاردن على مستوى القيادة (الملك والملكة وولي العهد) وسجل مواقف غير مسبوقة في المواجهة السياسية – الدبلوماسية والاعلامية والجهد الانساني) متسقا بذلك مع الحراك الشعبي ، في جميع ارجاء المملكة في موقف يعكس (حالة وطنية – شعبية ورسمية) غير مسبوقة.ومن وحي هذه المواقف للقيادة والشعب، جاء الابداع الدبلوماسي الذي نفذه بكل شجاعة وفروسية ، وزير الخارجية ايمن الصفدي ، الذي يثبت كل يوم انه (مقاتل شرس) يرتدي ربطة عنق انيقة، وهو الامر الذي دفع دبلوماسيين عرب واجانب الى التساؤل عن (سر) هذا الرجل وعن توجهاته التي يبدو انها فاجأت الكثيرين .
وهذا اليوم ارسل لي صديق يعيش في اوروبا تصريحات منشورة للصفدي اكد فيها ( ان اي حديث لما بعد وقف العدوان الاسرائيلي على غزة ، يتوجب أن يرتكز على مجموعة من المبادىء التي (أعلنتها المملكة) وأولها عدم قبول أي دور أمني لإسرائيل في غزة، وعدم تواجد إسرائيلي في القطاع، والتعامل مع غزة كجزء من فلسطين المحتلة، وان اي مقاربة مستقبلية يجب أن تجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة.وعلق الصديق على التصريحات بقوله (يبدو ان الاردن يضع شروطه) مع علامات تعجب كثيرة !!!!، فاجبته لما العجب ونحن في رجب، والاردن اقوى بكثير مما يعتقد الاخرون ، ولربما تثبت الايام القادمة، ان عمان هي جزء مهم من (بيضة القبان).
الرأي اليوم