-------------------------------------------------
كنّا على أُرجوحةِ الوقتِ
المعلّقِ فى انفساحِ مجرّتين
البعضُ يصطادون
فى الأفُق المقابلِ
بعضَ أوتار الفراغْ
والبعض يملأُ كوبَ طاقتِهِ
هُلامَ رؤىً
وينفخها فقاقيعَ احتمالْ
**
وإذا بِمَن أَخذَتْ بِكَفِّى
أدخلتْنى خِدرَها
حلَّتْ أمامِى شَعرَها
ورنتْ وأرختْ سِترَها
ودنتْ وصَبـَّتْ خَمرَها
وإذا برأسى قد توَسَّدَ حِجرَها
كَفٌّ على شـَـعرى
وكَفٌّ فوق صدرى
أجتلِى أسرارَها
ووجدتُ حين أفقتُ أنِّى
كنتُ أحضنُ عطرَها
كيف احتوتنى .. قَـبَّلتْنى ..
كيف ضمّتنى ولم
تمسـَـسْ شفاهى ثغرَها !
**
لم أَدرِ هل - سُكْراً - ترنحْتُ
هل مازحتْ قلبى ومازحتُ
أسألتُها عنها وعن شُهُبٍ
فى خدرها مِمَّن تَلَمحـْتُ
مَن أنتِ؟ شَــهدُ الظنِّ إن رُحتُ
وحقيقةُ الإدراكِ إن لُحتُ
من هؤلاءِ؟ الخاطبونَ معــاً ؟!
هل كنتُ إلا زهرةً فُحتُ
لكنهم كُثرٌ ! وأعشقـُـهم..،
وقد استراحوا ثـَمَّ وارتحتُ
صارحتـِـهم بالـحُبِّ ؟ لا
أنا ما كاتمتُهم أبداً ولا بُحتُ
فالحبُّ يُفسدهُ البواحُ
وما أفلحتُ لو بالحب أفصحتُ
لكنهم علموا ؟ أجل علموا
مما أبحتُ لهم وألمحتُ
شارَطْتـُـهم فى البدءِ أنّ لهم
مِنى تيقنـَهم ورابحتُ
وعليهِمُ الأرواحُ ما حـمِيَت
نارُ الوطيسِ لظىً وكافحتُ
ولهم إذا غضبوا تمالـحْتُ
ولهم إذا وهنوا تسامحتُ
شارطتُهم ويقول قائلُهم:
إن الفناءَ بها هوىً بحتُ
..........
أما مَـن استغنى فسرَّحتُ
ومن انثنى شغــفاً فأطمحتُ
فإذا تشاغلَ بى تجامحتُ
وإذا تأرجحَ فىَّ رجَّحتُ
ليعودَ هيمانَ الفؤادِ فلا
يَدرِى أجئتُ إليهِ أم رُحتُ
فإذا استهامَ مضى بغير هُدى
فعلقتُه ظَنًّا وكابحتُ
مَـن ظنَّ حنَّ ومَـن يَحِنَّ فلم
يَبرحْ أذقتُ هوى ًوبرحتُ
مَن ذاقَ أدركَ مُقلتىَّ ومَن
يُدركْ صفوتُ لهُ و أوضحْتُ
عيناىَ كوثرتا اليقينِ فما
أحزنـتـُهم إلا و أفرحتُ
هم عاشقيَّ وهم هواىَ وكم
خاصمتُ عُشَّاقى وصالحتُ
ومضت تُلوِّحُ لى فلوَّحتُ
والأفقُ لا فوقٌ ولا تحتُ
وعلى خيالى طيفُ فاتنةٍ
مرَّتْ كأن خيالَها نحتُ
-------------------------------------------
جاء عنوان القصيدة "الشهادة" للبشبيسي في دلالته الأولى التي تلفت مركز الوعي النقدي إلى لحظتين متلامستين
أولا لحظة الميلاد . ثانيا لحظة الوفاة ...
ولسان حالها يقول أتينا الدنيا بشهادة ونخرج منها بشهادة ،
جاء العنوان معرفا بالألف واللام ليؤكد على صغر العمر في الدنيا مهما طالت أيامنا وليالينا على الأرض ؛ سنرحل عنها في يوم ما ، ونصبح ثمة ذكرى في ضمير من تكلم أو رأى أو سمع ... أو قرأ في يوم من الأيام معنا أو عنا...