معركة الدبلوماسية
ناطق نيوز-كتب الدكتور جعفر المعايطة
الأردن رقم صعب في معترك الحدث وقلب نابض في جسد العالم السياسي، انه وبقيادته الحكيمة يدير معركته الدبلوماسية (الطاولة الحوارية) بإمتياز تماماً كما يدير معركته الحيه(الطاولة الرملية)، فالدبلوماسية الأردنية (القوة الناعمة) تثري العلاقات الطيبة بين الدول وكذلك عوائد اقتصادية، وما الدبلوماسية الاردني الا خيارا استراتيجياً ناجعاً ذو فكر واستقراء وتبصر واستدراك لحجم القيم المضافة وطنياً من خلال تطبيق دبلوماسية الاشتباك ومناورة الاشتباك الدبلوماسي في الميدان ولاسيما عندما يكون شعارنا (يد تحاور ويد تحمل السلاح) .
تتألق الدبلوماسية الاردنية بهويتها وثقافتها وثوابتها الحوارية لنشر رسالة السلام والإسلام السمحة والوسطية المعتدلة التي تعزز القيم الإسلامية والعربية بين الشعوب فكانت رسالة عمان خير شاهد على تلك الدبلوماسية .
لا شك ان قواعد الاشتباك الدبلوماسي الاردني ذو عقيدة مثرية ومنجعة وخصبة في معادلة التفاعل والحراك السياسي العالمي من خلال طرح ودعم المبادرات السياسية من مختلف الوجوه والاتجاهات، بما يعزز رمزية هويتنا الوطنية خدمة للوطن مكاناً وإنساناً، واقتبس عن وزيرة الخارجية الفرنسية "كاثرين كولونا " قالت: "ان الأردن هو من قدم مبادرة هدنة الوقف الجزئي لإطلاق النار في غزة"، وهذا بحد ذاته انتصار للدبلوماسية الإنسانية الأردنية بقيادة وحنكة سيد البلاد الملك عبدالله الثاني حفظه الله .
أن دبلوماسية وطننا ذات هيبة ومهابة ذات مهارات وقدرات وفطنة بمثابة "همسة في أُذن" وهي الهمسة الأهم بين دول الشرق الأوسط، وهي محط الاعجاب والتقدير العالمي للمواقف التي تتبناها مملكتنا المباركة قيادة وشعبا وأرضا لمكانتها وموضعها الريادي والتاريخي والحضاري والثقافي والديني .
ولا غرابة في قوة جينات الأردن المعنوية والمادية كونها مجمعاً للبشرية ففيها البعث والحشر والنشر وبها قامت بركة الرسالات السماوية وفيها المسجد الأقصى وهو المبارك حوّله، وهي (الأردن) المضيفة لملايين الباحثين عن الامن والامان عطفاً على الزوار والسياح وقد وجدت هذه البقعة المقدسة بعناية الله وتدبيره لتكون قلب العالم، فضلا عن ان الاردن شريان استراتيجي يربط آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتضم أكبر احتياطي عالمي ورئيس من الدبلوماسية والإنسانية والمساعي الحميدة GOOD OFFICES في رأب الصدع ووأد الفتن واقتسام الهموم والأحزان والآلام والآهات والاوجاع مع بني البشر على المستوى الإنساني، وهذا هو دور الهيئة الخيريه الهاشمية الريادي والإنساني والاغاثي للدول المحتاجة وتشجيعها للحوار والتآخي والتعايش بين الشعوب والحضارات، لذلك هي (الاردن) محط احترام العالم أجمع والاردن بشخص سيد البلاد الملك عبدالله الثاني هو من قدم فكرة تعايش الأديان التي لاقت رواجاً واستحساناً عالمياً .
ومنذ تأسيس الدولة الأردنية ليس هناك من نال بقلمه وصوته من الإجماع العالمي على احترام وتوقير وتبجيل المملكة الأردنية الهاشمية والاعتراف بدور قيادتها الدبلوماسي والإنساني، لعله إلهام رباني، وكيف لا؟ وهي الأردن الحاضن والوصي على مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، وعبرها طريق إبراهيم ابو الأنبياء عليه السلام ومغتسل سيدنا أيوب عليه السلام ومسقى امنا سارة عليها السلام ومقامات سيدنا موسى وهارون وموطأ قدم نبينا محمد عليهم افضل الصلاة والسلام، ومع هذه الحاضنة الربانية فلا زالت بلادنا غنية وتحمل على سهولها وبين قمم جبالها وصحاريها تاريخاً حضارياً إنسانياً تضم مواقع أثرية وتاريخية تمتد لمئات القرون التي تعكس تنوع الحضارات والثقافات التي عاشت على أرض هذا الوطن المفدى .